الصحة

كيف تتحوّل الفيروسات؟

 

 

عندما نفكر في تحوُّل الفيروسات، غالبا نفكّر في فيروس الإنفلونزا. يجيدُ هذا الفيروس (بالأخصّ) التحوُّل، كما أنّه قادر على الانتقال من كائن إلى آخر. مّما يصعّب القضاء عليه نهائيًّا، فتتغيّر التطعيمات كلّ سنة لملاءمة سلالة الفيروس الجديدة. لماذا؟ وكيف يتّحول فيروس الإنفلونزا؟
عندما يخرج فيروس الإنفلونزا من جسدنا جرّاء العطس أو قطيرات السعال، فعليه أن تدخل خلايانا كي تتكاثر. بخلاف النبات، البكتيريا وخلايا الحيوان، الفيروس ينقصه ما يحتاج ليتكاثر، فيدخل خلايانا ويستعمل آليّة النسخ فيها. المادّة الفيروسيّة الوراثيّة يمكن أن تكون الحمض النووّي، أو موادّ وراثيّة تختلف قليلاً، وهي تدعى الحمض النّوويّ الريبوزيّ.
خلال استنساخ مادّة الحمض النّوويّ داخلنا، يمكن حدوث الأخطاء، لكنّنا نملك آليّةً في مكانٍ يجعل من معدّل هذا الخطأ منخفضا (السرطان هو مثال عن نتيجة حدوث التّحوّل) ، لهذا معدل التغيُّر في فيروسات الحمض النّوويّ قليل. مع ذلك، فيروس الإنفلونزا مكوّن من الحمض النّوويّ الرّيبوزيّ، الذي لا تستنسخه خلايانا، لهذا معدل التغيُّر هو أعلى بكثير. تحتاج الفيروسات لحدوث ذلك كي تنجو وتعيش. يتعرّف جهاز المناعة على صورة الفيروس كي يواجهه عندما يهاجم الجسم مجددا. لكن عندما تتحوّل، يتغيّر شكل الفيروس، وهكذا لا يتعّرف عليه جهاز المناعة، لهذا السبب يصاب النّاس بالإنفلونزا في كل مكان.
هكذا تحدث التّغّيرات الطّفيفة – لكن هذا لا يكفي للسماح للفيروس بالناتقال من كائن إلى آخر. فيروس الانفلونزا يصيب البشر، الخنازير والطيور - لكن من بين هؤلاء، فقط الخنازير يمكن أن تصاب بالعدوى من البقيّة. عندما يصيب الخنزيرَ فيروسان في الوقت ذاته، المادة الوراثية بين الاثنين تتّحد فيبنتج فيروس جديد كلّياً.

يعني ذلك أنّ النّاس ليس لديها مناعة ضد فيروس جديد، مّما يؤدي إلى انتشار كبير كالذي حدث في سنة 2009، إذ انتشر وباء إنفلونزا الخنازير، وفي سنة 1918 التي فيها انتشر وباء الانفلونزا الإسبانيّ فتسبّب بموت مئة مليون شخص في ذلك الوقت. وبعد كلّ ما سبق ذكره، هناك تخوّف من تطوّر سلالة إنفلونزا الطّيور (الّضعيف بإصابة الإنسان)، إلى حدٍّ يؤهّلها إلى التحوّل أو الارتباط بفيروس آخر آخر يصيب الثّدييّات، فيكون بإمكانه إصابة الإنسان.

 

 

 

المصدر

النشرة البريدية

الرجاء تعبئة التفاصيل ادناه لتلقي نشرتنا البريدية