الصحة

باحثون ينقلون "ليموناضة افتراضيّة" عبر المسافات باستخدام أجهزة الاستشعار والبلوتوث

 

هل تتذكر كم كانت الروبوتات والسيّارات ذاتيّة القيادة تبدو كفكرة غريبة؟ الآن، لقد أصبح كلّ هذا واقعاً. لكن الأمر لم يتوقّف عند ذلك، فأحد الأبحاث الحديثة تقدّم لنا تكنولوجيا جديدة تشابه الخيال. تقوم هذه التكنولوجيا بنقل المشروب عبر المسافات كما لو كان الأمر كمشهد من فيلم الخيال ويلي ونكا ومصنع الشوكولا "Willy Wonka & the chocolate factory" حين ينقل البطل "ونكا" الشوكولا عبر المسافات تماماً، فقد قدّم باحثون من جامعة سنغافورة ومعهد جورجيا للتكنولوجيا طريقة لصنع "ليمونادة افتراضية" تشابه "طريقة ونكا".
لنفترض بأنّك لم تستطع الذهاب لحفلة يقيمها أحد أقربائك، وكانت جدّتك تصنع مشروب الليموناضة المفضّل لديك لتقديمه في الحفلة، باستخدام هذه التقنيّة، لا داعي للقلق، فقد أصبح بإمكان جدّتك إرسال بعض من هذا المشروب عبر المسافات ليصلك حيثما كنت في نفس اللحظة. تعتمد هذه التقنيّة على وضع مستشعر لقياس اللون "RGB" الذي يحتوي على كلّ الألوان التي تتكوّن من خليط اللون الأحمر والأخضر والأزرق، ومستشعر لدرجة الحموضة "PH" داخل وعاء مخصص لهذه العمليّة. عندها، سيؤثر مستشعر اللون على تصوّر الشخص الذي سوف يتناول هذا المشروب بما يتعلّق بلون المشروب، ويؤثر مستشعر الحموضة على درجة حموضة المشروب حيث ستصل "الرسالة الذوقية" عن طريق البلوتوث حين ترسل وحدة التحكم باللون ومعلومات الحموضة للوعاء المخصص لهذا الغرض. عندها، يمكنك تذوّق مشروب جدّتك المفضّل تماماً كما لو كنت هناك.
لكن، في الحقيقة، أنت كمستقبل لهذه "الليموناضة الافتراضية" ستكون قد تناولت رشفة من وعاء مليء بالماء فقط لا غير، حيث إنّ هذا الوعاء يحتوي على حافّة من الأقطاب الفضيّة والتي تعمل كمحفّز للحموضة عند إصدارها لذبذبات تعادل الـ 800 هيرتز والتي توهم براعم التذوق في لسانك. أمّا الثنائي الباعث للضوء "LED" الموجود في قاع هذا الوعاء فيقدّم بدوره عرض ضوئي بسيط عن طريق نشر اللون عبر الماء. بالتالي، أنت فقط ستكون تشرب من كوب ملي بال "H2O " لكنّك تختبر تجربة تحفّز نكهة الليموناضة في دماغك، فهل تلاحظ مدى سيطرة العقل على المادّة في ما تختبره هذه التجربة؟
في الدراسة التجريبيّة التي قدّمت في مؤتمر "تفاعل الملموس، المضمون والمتضمِّن"، قدّم الباحثون 12 نوعاً من الليموناضة "الافتراضيّة" وأخرى حقيقيّة لثلاثة عشر مشارك، واستخدم الفريق ملّونات غذائيّة بدون طعم لجعل الليموناضة الطبيعيّة تبدو خضراء باهتة وصفراء تماماً كألوان الليموناضة المعتادة، واستخدموا أيضاً ثنائي باعث للضوء لجعل الليموناضة الافتراضيّة تبدو مشابهة للطبيعيّة.
أفاد المشاركون بأنّ الليموناضة الطبيعيّة تبدو أكثر حموضة من الافتراضيّة. لكن بشكل عام، لم يكن هنالك اختلافات إحصائية كبيرة في مشاهداتهم فيما يتعلّق بكلتا النكهتين، لذلك قد تبدو التجربة ناجحة بشكلّ جيّد. يأمل الفريق بأن تقود هذه الدراسة لمجالات أكثر وتوسيع مجال تكنولوجيا النكهات الافتراضيّة لتفاعلات حواس متعددة مثل شرب النخب، أو مشاركة إشارات رقميّة لمشروبات رقميّة مخزّنة، لكن على ما يبدو، يعدّ هذا مجرّد طعم من الأشياء الكثيرة القادمة.
 

الفيديو: 

 

 

المصدر

النشرة البريدية

الرجاء تعبئة التفاصيل ادناه لتلقي نشرتنا البريدية