الصحة

هرمون الجوع في المعدة يعزز نموّ خلايا دماغيّة جديدة

 

هل يمكن للصيام تعزيز قدراتك الدماغيّة؟
يعزز هرمون المعدة المتحكّم بالشهيّة نموّ خلايا دماغيّة جديدة وحمايتها من التعرّض لآثار الشيخوخة. يمكن لهذا أن يفسر قول البعض بأنّ الصيام يزيد من حدّة قدراتهم الدماغيّة.
عندما تمّ اكتشاف هرمون الجريلين Ghrelin"" أصبح من المتعارف عليه باسم "هرمون الجوع". ينتج هذا الهرمون عن طريق المعدة عندما تفرغ من الطعام ويرتفع معدّل هذا الهرمون في الدمّ عند مضي ساعات على الشعور بالجوع.
هناك دليل آخر على أنّ هرمون الجوع يعزز من القدرة الإدراكيّة، حيث حصلت الحيوانات التي تمّ تقليل السعرات الحراريّة في غذائها على قدرات عقليّة أكبر ويمكن أن يكون لهرمون الجوع دوراً في هذا. عزز حقن هذا الهرمون في فئران التجارب قدرة هذه الفئران على التعلّم واختبارات الذاكرة وزاد من ترابط الخلايا العصبيّة في أدمغتهم.
توصّل "جيفري ديفز" وفريقه من جامعة سوانسي في المملكة المتحدة إلى دليل آخر على تحفيز الجريلين لخلايا الدماغ على الانقسام والازدياد في عمليّة تدعى "تكوين الخلايا العصبية".
عندما إضافة الهرمون لخلايا دماغ الفأر تحولت لجين معروف بقدرته على استهداف تكوين الخلايا العصبية والذي يطلق عليه "عامل نمو الخلايا الليفية".

ذكريات جديدة:
يقول ديفيز والذي قدم عمله في مؤتمر جمعية علم الأعصاب البريطانية في شهر نيسان من عام 2017 بأنّه لو كان هذا هو تأثير هذا الهرمون على الحيوانات فقد يكون له تأثير مشابه على ذاكرة الإنسان حيث يُعتقد بأنّ الخلايا الدماغيّة الجديدة تزيد من القدرة على تكوين ذكريات جديدة. تمتاز هذه الخلايا بأنّها سريعة الانفعال ممّا يزيد من إمكانية تفاعلها مع البيئة الجديدة المحيطة. يقول ديفيز: " تُفعّل هذه الخلايا العصبيّة بسهولة أكبر من الخلايا العصبية القديمة ممّا يساعد على تكوين ذكريات جديدة."
قد يعالج هذا الاكتشاف أمراض التنكس العصبي مثل مرض باكنسون "الشلل الرعاشي" والناتج عن فقدان إحدى أنواع خلايا الدماغ. وجدت دراسات سابقة بما فيها دراسات قام بها فريق ديفيز بأن الجريلين قد يحمي الحيوانات من تطوير إحدى أشكال مرض باكنسون.
وجد فريق ديفيز في تجارب أخرى بأن الجريلين يحمي خلايا الدماغ من الموت حين يتم تشجيعهم على تقليد مرض باركنسون. وجدت أماندا هورنسبي زميلة ديفيز في العمل في دراسة تتكوّن من 28 متطوّعاً من المصابين بخرف باركنسون بأنّهم يمتلكون مستويات منخفضة من الجريلين في دمهم مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون من هذا المرض.
تقول هورنسبي بأنّ هذا يفتح المجال أمام احتماليّة أن يقوم هرمون الجريلين أو أيّة مادّة كيميائيّة مشابهة لخصائصه بعلاج مرض خرف باركنسون.
الصوم المتقطّع:
يحصل الأشخاص الذين يتبعون حمية غذائيّة تحتوي على سعرات حراريّة أقلّ ب 25% من السعرات الحراريّة الموصى باستهلاكها يوميّاً على فوائد صحيّة كبيرة، مثل تحكّم أكبر بمستويات السكّر في الدمّ. قال بعض الأشخاص الذين جرّبوا هذه الحمية بأنّها حسّنت من قدراتهم الإدراكيّة في حين تُظهر بعض الدراسات أنّ هكذا حميّة تقلل من القدرات العقليّة عند الأشخاص.
يلجأ بعض الأشخاص للصيام المتقطّع لمحاولة الحصول على بعض هذه الفوائد الصحيّة، فمثلاً، تزيد حمية "اليومين إلى خمسة أيّام" والتي تعتمد على تناول الأشخاص لكميّات عاديّة من الطعام ثمّ تناولهم ل 500 سعر حراري فقط في اليوم لمدّة اليومين الآخرين من مستويات هرمون الجريلين.
على الرغم من ذلك، يشير "نيكولاس كوناث" من الجامعة التقنيّة في ميونخ في ألمانيا إلى أنّ الخلايا الدماغية الجديدة تأخذ ما بين بضعة أيّام لبضعة أسابيع كي تبدأ بالعمل لذلك لا يجب على النّاس أن يتوقّعوا تأثيرات فورية على قدراتهم العقليّة عند إتباعهم لهذه الطريقة.

 

 

المصدر 

النشرة البريدية

الرجاء تعبئة التفاصيل ادناه لتلقي نشرتنا البريدية