الصحة

تعديل الجينات لعلاج نموّ الخلايا السرطانية، هل ينجح العلماء في ذلك؟

 

 

عندما تفكر في تقنيات تعديل الجينات مثل تقنيّة كريسبر، قد تتخيل تعديل الجينات التي لها علاقة بالطول ولون العينين أو باحتمالية خطر الإصابة ببعض الأمراض. لكن في الحقيقة، الحمض النووي DNA والـ RNA وهو أحدُ الأحماضِ النووية المكونةُ الكروموسومات المسؤولة عن نقل الصفات الوراثية من الآباء إلى الأبناء مليئة ببروتينات لا تعد ولا تحصى والتي تعدّ وظائفها ذات آثار صغيرة لكنها مهمة على صحتنا. على سبيل المثال، لبعضها دور كبير في دورة الخلية التي تنظم كيفية نمو جميع الخلايا وانقسامها بما في ذلك الخلايا السرطانية. مؤخرا، استخدمت مجموعة من الباحثين من مركز جامعة روتشستر الطبي تقنية كريسبر للتعديل الجيني في محاولة للقضاء على واحدة من البروتينات الرئيسية التي تسمح للخلايا السرطانية بالانتشار خارج نطاق السيطرة.

في حين أنّ هذه الدراسة هي الأولى من نوعها في هذا المجال، يعتقد الباحثون أنه يمكن إدراجها في المستقبل لعلاج هذا المرض.
على الرغم من أن السرطان ينشأ من محفزات متعددة متفاوتة غالبا ما تشمل مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية معاً، تنتشر جمع أنواع السرطان عن طريق نمو خلايا لا يمكن السيطرة عليها. في محاولة لإيقاف هذه الخلايا، عزل الباحثون البروتين الذي يعدّ عاملاً حيويّاً في هذه العملية المفصليّة. يعمل هذا البروتين والذي يدعى "تيودور- س ن" Tudor-SN على إعداد الخليّة للانقسام. عدّل الباحثون هذا البروتين من الخلايا بشكل أساسي باستخدام تقنيّة "كريسبر-Cas9 " المكتشفة مؤخراً. لم تتمكّن الخلايا من الانقسام بنفس السرعة التي كانت تنقسم بها من قبل.

نشر الباحثون هذه النتائج في الخامس والعشرين من أيّار لعام 2017 في مجلة العلوم "Journal Science".

أشار الباحثون إلى أنه وبسبب احتواء هذه الخلايا السرطانية على هذا التقسيم الخلوي الخاطئ، فإن عوامل مثل بروتين "تيودور- س ن" يمكن أن تعطينا وسيلة لعلاج أو إبطاء نمو السرطان. هناك الكثير مما يجب معرفته أولاً، فقد أجريت هذه الدراسات في مختبر على خلايا سرطان الكلى وعنق الرحم فقط، وبالتالي فإن الباحثين بحاجة لإعادة هذه النتائج مرة أخرى وعلى أنواع أخرى من الخلايا السرطانية قبل أن يتمكنوا من تجربتها على البشر.

حتّى الآن، تمثل هذه الدراسة طريقة جديدة محتملة لعلاج السرطان، فضلاً عن كونها طريقة جديدة لتعديل الجينات. سيكون من المثير للاهتمام أن نرى ما إذا كان يمكن لهذا العلاج أن يصبح علاجاً قائماً بحدّ بذاته، أو واحداً من العلاجات التي يتمّ دمجها في العلاجات المتاحة حالياً.



المصدر 

النشرة البريدية

الرجاء تعبئة التفاصيل ادناه لتلقي نشرتنا البريدية