الكيمياء

ببتيدات العنكبوت لمحاربة البكتيريا "الخارقة" والسرطان

 

"ببتيد العنكبوت المعاد تصميمه مع خصائص محسّنة مضادة للميكروبات والسرطان".

يبحث العلماء عن خيارات علاجيّة جديدة بسبب ارتفاع المقاومة ضدّ المضادات الحيوية والمخاوف بخصوص نموّ البكتيريا "الخارقة" وهي البكتيريا التي لا يمكن القضاء عليها باستخدام المضادات الحيويّة المتعدّدة. تعتبر الببتيدات المضادة للميكروبات (AMPs) أحد المجالات التي يمكن أن تكون بديلاً للمضادات الحيوية التي يتمّ وصفها حالياً والتي أصبح الكثير منها عديم الفائدة على نحو متزايد في مواجهة بعض أنواع البكتيريا يوماً ما. أعلن فريق بحث في مجلّة "البيولوجيا الكيميائيّة" التابعة للجمعية الكيميائية الأمريكية ACS Chemical Biology أنّه قد تمكّن من تحسين خصائص هذا الببتيد المضادّ للميكروبات وللسرطان ومصدره "العنكبوت".
يُصاب مليوني شخص ببكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية في الولايات المتحدة كل عام وفقاً للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. لا يجد المرضى في هذه الحالة سوى التمسّك بالأمل وانتظار أن تقوم دفاعاتهم الطبيعية بالتغلب على العدوى بسبب عدم وجود مضادات حيوية معروفة تعمل ضد هذه البكتيريا. يعاني بعض المرضى من أعراض حادة تلزمهم المكوث في المشفى وقد يموتون في الحالات الحادّة.
يحاول الباحثون إيجاد بدائل للمضادات الحيوية التقليدية وإحدى هذه الاحتمالات هي مجموعة من الببتيدات التي يطلق عليها اسم الببتيدات المضادة للميكروبات (AMPs). تًوجد هذه الببتيدات في جميع النباتات والحيوانات كنوع من أنواع الاستجابة المناعية، وقد أثبتت إمكانيّة كونها أحد المضادات الحيوية القوية في المختبر.

يمكن أن يعمل ببتيد "غوميسين"، وهو أحد هذه الببتيدات المضادّة للميكروبات ويتمّ الحصول عليه من العنكبوت البرازيلي "أكانثوسكريا غوميسيانا"، كمضاد حيوي، كما أنّه يمتلك أيضاً فعاليّة مضادّة للسرطان. تم تعزيز هذه الخصائص عند تصنيع ببتيد "غوميسين" على شكل دائرة بدلاً من البنية الخطية. تطمح "سونيا ترويرا هنريكز" وزملاؤها بتطوير خصائص هذا الببتيد.

قدّم الفريق عدة أنواع من ببتيد غوميسين الدائري ووجدوا بأن بعض هذه الأنواع أفضل ب 10 مرات في قتل معظم البكتيريا مقارنة بالأشكال الدائريّة الأخرى التي تمّ إعلانها سابقاً. قضت الببتيدات الجديدة على سرطان الجلد وخلايا اللوكيميا على وجه التحديد في أبحاث أخرى، ولكنّها لم تتمكّن من القضاء على الخلايا السرطانيّة في الثدي أو المعدة أو عنق الرحم أو الخلايا السرطانية الظهارية (خلايا النسيج الطلائي). توصّل الباحثون إلى أن الببتيدات المعدلة قامت بالقضاء على البكتيريا والخلايا السرطانية بطريقة مماثلة لطريقة تعطيل أغشية الخلايا. يلاحظ الفريق أيضاً أن الببتيدات المضادّة للميكروبات والمعدلة كانت غير سامة لخلايا الدم السليمة.

 

 

 

المصدر 

النشرة البريدية

الرجاء تعبئة التفاصيل ادناه لتلقي نشرتنا البريدية