الصحة

لماذا ممارسة الرّياضة وحدها ليست كافية لخسارة الوزن؟

 

  وفقًا لبحث أُجري مؤخّرا، ليست ممارسة الرياضة وحدها، دون اتّباع نظام غذاءٍ صّحيّ، كافية لمساعدة الناس على المحافظة على وزنهم أو الإنقاص منه. لارا دوچاس، الّتي تعمل كمساعدة بروفيسور في قسم علوم الصحة العامة في Loyola University Chicago Stritch School of Medicine، تقول إنّ هٰذا الاقتراح يتعارض مع الفكرة الشائعة في الولايات المتحدة، إذ يعتقدون أنّ مسبّب مرض السّمنة هو قلّة القيام بفعاليات جسمانية. وأضافت أنّ ما علينا فعله لاكتشاف أسباب السّمنة هو أخذ الأطعمة التي يتناولها الناس بعين الاعتبار، فقد بيّن بحث سابق تأثير استهلاك الأطعمة مرتفعة السعرات الحرارية والمشروبات المُحلّاة في ارتفاع خطورة الإصابة بالسمنة.
بحسب البحث الجديد الذي نُشر في تشرين الثاني في مجلة PeerJ، كمّيّة الوقت الّذي مارس الناس خلاله الرياضة لا تؤثر في سيطرتهم على وزنهم، بل هنالك من بينهم من مارس الرياضة أكثر من الباقين لٰكنهم اكتسبوا وزنا أكبر خلال سنتيّ البحث، بينما أولئك الذين مارسوا الرياضة وقتا أقل من الآخرين خسروا وزنا خلال ذات الفترة. تقول دوچاس إنّ النتائج تُظهر أن الفعالية الجسمانية وحدها لم تكن كافية لمنع الازدياد بالوزن.
فحصَ البحث أكثر من 1900 شخص في الولايات المتّحدة وغانا وجنوب أفريقيا وسيشيل (جزيرة في المحيط الهندي). في بداية البحث، طلب الباحثون من المشتركين أن يرتدوا جهازا يقيس الزمن الذي قضوه في ممارسة النشاط البدنيّ. فحص الباحثون مدى توافق المعطيات الناتجة مع متطلبات المسؤول عن الصّحّة العامة في أمريكا، الّتي توصي بممارسة الرياضة أسبوعيا بسرعة معتدلة لمدة ساعة ونصف على الأقلّ.
قاس الباحثون وزن كل مشترك، طوله ونسبة الدهن في جسمه ثلاث مرات: في بداية البحث، بعد سنة، وبعد سنتين. مع بداية البحث، وزن المشتركين من غانا كان الأقل، بالمعدل، أما وزن المشتركين الأمريكيين فكان الأقصى. معدل الوزن لكل من النساء والرجال في غانا ٦٣ كلغم. بينما كان معدل وزن الرجال في الولايات المتحدة هو ٩٣ كلغم، ومعدل وزن النساء ٩٢ كلغرام.
في نهاية البحث الذي استمرّ مدة سنتين، رأى الباحثون أنّ بعض مَن تناسبَ مع توصيات الفعالية الجسمانية في بداية البحث كانوا معرّضين للازدياد بالوزن أكثر ممّن لم يتناسب معها. على سبيل المثال، الرجال في الولايات المتحدة الّذين تناسبوا مع تلك المتطلبات أو التوصيات، اكتسبوا 0.2268 كيلوغرام من الوزن في السنة الواحدة، بينما أولئك الذين لم يتناسبوا معها قد خسروا ما يقارب من 0.2268 كيلوغرام في السنة، (وهذا غير اعتياديّ، فمعظم الناس يزدادون بالوزن مع الوقت). لٰكن هٰذا النمط من المتمرّنين الذين إما لا يخسرون من وزنهم أو يكتسبون وزناً مع مضيّ الوقت، لم يظهر في البحث فقط في الولايات المتحدة، بل في كلّ من الدول الخمس. من هنا، تنطبق هٰذه النتائج كذٰلك على دول أخرى، وفقا لما جاءت به دوچاس. علاوةً على ذلك، أشارت إلى أنّ هٰذه النتائج لا تعني التوقّف عن ممارسة النشاط البدني، فإنّ الفعالية الجسمانيّة فوائد صحيّة أخرى. مثالُ ذٰلك هم أولئك الذين يمارسون الرّياضة بانتظام، إذ يقلّ احتمال إصابتهم بمرض القلب، السّكّريّ، والسرطان، بالمقارنة بمن لا يمارسون الرّياضة. كما أنّ الرياضة تساهم في تحسين المزاج والصحّة العقليّة. ومن بين الأبحاث ما أظهر أن ممارسي الرياضة يعيشون أكثر ممّن لا يمارسها.

 

المصدر

النشرة البريدية

الرجاء تعبئة التفاصيل ادناه لتلقي نشرتنا البريدية