الفيزياء

العديد من المجرّات الصغيرة هي مجرّات مضيفة لثقوب سوداء ضخمة

 

 يمكن للمجرّات الصغيرة أن تحتوي على ثقوب سوداء ضخمة، فقد اكتشف علماء الفلك وجود ثقوب سوداء بكتل ضخمة تقطن في مراكز مجرات صغيرة للغاية، لا بل وكانت المفاجأة أيضاً بأنّ هذه الثقوب تشكّل جزءاً كبيراً من كتلة المجرات المضيفة نفسها.
تعدّ هذه المجرات الصغيرة جداً إحدى المجرّات الثانية والثالثة والتي عرفت باستضافة هذه الثقوب مؤكدة بأنّ المجرّة الأولى المكتشفة من نفس المجموعة في عام 2014 لم تكن حالة شاذّة.
يقول "أنيل سيث" من جامعة ولاية يوتا في العاصمة سالت ليك سيتي: "نحن ثلاثة إلى ثلاثة حتى الآن"، حيث يرى هو وزملاؤه بأن هذه المجرات الكثيفة بشكل أكبر من المعتاد كانت فيما مضى أكبر حجماً من الآن بكثير، حيث تمددت وتقاطعت مع المجرات المجاورة في بيئتها المزدحمة مما أدّى إلى الإخلال بها.
تقع المجرتان اللتان تتمّ دراستهما حديثاً في "عنقود العذراء المجرّي" وهو تجمع عظيم للمجرات يبعد عن مجرتنا نحو 59 مليون سنة ضوئية ويوجد في كوكبة العذراء ويمتاز بكونه تجمّعاً خطيراً. هناك أيضاً آلاف المجرات الأخرى التي تعيش هناك مما يعني أن هناك العديد من الفرص لها للتقاطع مع نجوم بعضها ببعض.

ليست مجرّات صغيرة عاديّة
بما أن الثقوب السوداء الكبيرة تميل إلى البقاء في نوى المجرات الكبيرة، فإن الكتل الضخمة لثقوب المجرّات الصغيرة والتي يبلغ حجمها ما بين 4 - 6 ملايين مرة من حجم شمس مجموعتنا الشمسيّة هي المؤشر الأقوى على أن هذه المجرّات ليست مجرّد مجرّات صغيرة تقليدية وأيضاً أن الثقوب السوداء ليست مجرّد وزن زائد فيها.
يمكن اعتبار هذه الأجسام بقايا نوى تلك المجرّات، أيّ ما يساوي نسبة قليلة من كتلة المجرات الأصلية، وهذا هو السبب في كون الثقوب السوداء تمثل سدس كتلة تلك المجرّات، بدلاً من أكثر من ألف.
قدّر سيث وفريقه كتلة هذه الثقوب بتقنية تعرف باسم "البصريات المكيّفة" والتي تستخدم لتصوير الرصد الفلكي عن طريق خفض توترات الموجات الضوئية القادمة من الأجرام السماوية عن طريق التقليل من تأثير ضبابيّة الغلاف الجوي مما يتيح لهم إجراء قياسات دقيقة لحركات نجوم المجرات. يتمّ تحويل تلك النتائج لنماذج تتيح لهم استنتاج مقدار كتلة الثقوب السوداء الموجودة في مراكز المجرّات.
تقول "إيلينا غالو" من جامعة ميشيغان في آن أربور الأمريكيّة: "إنهم أول من يقدم أدلة مراقبة مقنعة بأنّ هذه الأجسام هي بقايا مجرات أكبر". تطرح أيضاً فكرة أنّه إذا ما نزعت كل هذه المجرات الصغيرة المتداخلة، فإنّ ثقوبها السوداء قد تكون أيضا ضخمة بشكل غير متوقع، يعني هذا أن هذه الثقوب العملاقة قد تكون أكثر وفرة في الكون مما كنّا نعتقد.

 

 

 

المصدر
 

النشرة البريدية

الرجاء تعبئة التفاصيل ادناه لتلقي نشرتنا البريدية