الصحة

خمس طرق تجعل عالم الإنترنت مكاناً آمناً لأطفالك

 


أعلنت مفوضة الأطفال في إنجلترا عن دليل رقمي جديد يحتوي على خمس نصائح ضروريّة لمساعدة الأطفال على الحصول على نمط حياة آمن وصحّي فيما يتعلّق بعالم الإنترنت.

أعلنت "آن لونغفيلد" الدليل المقترح لتعزيز العلاقة الإيجابية بين الأطفال والتكنولوجيا. تقول لونغفيلد في مدونة على موقع مفوض الأطفال: "نعلم أن الوقت الذي يقضيه الأطفال في استخدام الإنترنت في تزايد مستمرّ. يستخدم الأطفال الصغار الإنترنت لأكثر من 8 ساعات أسبوعيّاً بشكل روتيني، كما يستخدم الأطفال في الأعمار ما بين (12-15 ) سنة الإنترنت لما يزيد عن 20 ساعة أسبوعيّاً."


يقضي الأطفال في الواقع وقتا أقلّ في مشاهدة التلفاز وأكبر في استخدام الانترنت وفقا لتقرير نشرته هيئة تنظيم الاتصالات في المملكة المتحدة "أوفكوم" OfCom في تشرين الثاني لعام 2016. تُعتبر الهواتف النقالة والحواسيب اللوحية tablets الأجهزة الأكثر شعبية والتي يستخدمها الأطفال لتصفّح الإنترنت. يُعتبر الأطفال الأكبر سناً أكثر تعلقاً بقضاء الوقت على الهواتف النّقالة من قضائه في مشاهدة التلفاز. كما يمتلك أكثر من نصف الأطفال حواسيب لوحيّة. تُظهر هذه الأرقام نسبة الأطفال الذين يمتلكون هذا النوع من الحواسيب تبعاً لأعمارهم:
55%  من الفئة العمرية ( 3-4) سنوات.
67%  من الفئة العمرية (5-7 ) سنوات.
80%  من الفئة العمرية (8-11) سنة.
74%  من الفئة العمرية ( 12-15 ) سنة.
يزداد عدد الأطفال الذين يمتلكون حساباً على أحد مواقع التواصل الاجتماعي مع التقدم في العمر حيث ترتفع نسبة امتلاك الأطفال لهذه الحسابات والذين تبلغ أعمارهم ما بين (10 – 11) سنة من %( 21- 43 ) وبين بين الأطفال الذين تبلغ أعمارهم ما بين (12 –13 ) سنة من %(50 – 74).

يستخدم الأطفال الإنترنت بطريقة إيجابية للأنشطة الإبداعية والمشاركة المدنية على سبيل المثال. أفادت تقارير أوفكوم أن ما يقرب من ثلث الأطفال الذين يستخدمون الإنترنت والذين تتراوح أعمارهم بين ( 12 – 15) عاما قد وقعوا على عرائض عبر الإنترنت أو نشروا بعض الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي أو شاركوا بتعليقات مكتوبة أو أجروا مناقشات عبر الإنترنت حول هذه الأخبار. استخدم حوالي ثلثي الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ( 5 – 15) سنة أجهزة رقمية لعمل أنشطة إبداعية مثل صنع الصور أو مقاطع الفيديو. استخدام الأطفال الإنترنت أيضاً وخاصّة موقع اليوتيوب كمصدر للإلهام والحصول على المعلومات بخصوص الهوايات.


الكثير من الأمور الجيّدة

تقول السيدة لونجفيلد أن الآباء يدركون أن "العالم الرقمي هو جزء من حياة الأطفال هذه الأيّام" ، كما هو الحال بالنسبة للآباء أنفسهم، ولكنهم يريدون أن يكونوا واثقين من أن أطفالهم يستخدمون هذا العالم بطريقة جيّدة. لا تعتقد لونجفيلد أنّه يجب على الآباء أن يخافوا من استخدام أطفالهم للإنترنت. يجب على الآباء تحديد طريقة استخدام هذا العالم بنفس الطريقة التي يقومون فيها بالتقليل من استهلاك أطفالهم للحلويات أو الوجبات السريعة.

تقول لونجفيلد: "يجب ألا تسمح لطفل يبلغ من العمر 8 سنوات بتناول البرغر والمقالي يوميّا. يجب أن لا تترك الأطفال بطريقة مماثلة ليقوموا باستخدام الهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر أو الأجهزة اللوحية دون حدود متفق عليها. يجب أن تكون واعياً بأنّ ذلك لن يحدث بوضع الكثير من القيود التي لا يمتثل لها الأطفال في العادة، بل يجب أن تتبع أسلوباً يحبّه الأطفال عن طريق إيجاد وسيلة تتفق عليها مع أطفالك لشروط إمضاء ذلك الوقت".

 

يعزّز "الدليل الرقمي ذو النصائح الخمس" علاقة إيجابية مع التكنولوجيا دون الحاجة لفرض الكثير من القيود. تقترح هذه الطريقة أنه إذا كانت الهواتف ووسائل الإعلام الاجتماعية والألعاب تجعل الطفل يشعر بالقلق أو الضغط أو يخرج عن السيطرة فهذا يعني غالباً أنّه لا يوجد توازن في استخدام العالم الرقمي. يشير التقرير إلى أن "إيجاد التوازن الرقمي الصحيح يعني الاستمتاع بجميع الأشياء الممتعة والمثيرة والإبداعية الموجودة في ذلك العالم مع التأكد من أننا لن نقوم بنفس الأشياء طوال الوقت".

يستند الدليل على الخطوات الخمسة لخدمة الصحة الوطنية بالمملكة المتحدة NHS والتي تهدف لتحقيق التوازن العقلي في المجال الرقمي للأشخاص. هذه العناصر هي: الاتصال والنشاط والإبداع والعطاء والوعي.

الاتصال: يمكننا الإنترنت من الحفاظ على الصداقات والعلاقات الأسرية بغض النظر عن أماكن تواجدنا في العالم. يرى الأطفال أنّ الدردشة مع الأصدقاء هو أفضل جزء من وسائل التواصل الاجتماعي. من المهم الاعتراف بأنّ هذه هي الطريقة التي يتواصل بها الأطفال مع معظم أصدقائهم حول العالم، ولكن من المهم أيضاً إجراء محادثة توضّح فيها لأطفالك مفهوم إعدادات الخصوصية. عليك خوض حوار متفهّم مع أطفالك محاولة تزويدهم بالمعلومات حول كيفيّة قضائهم لوقتهم في ذلك الفضاء واحرص على إبقاء المجال مفتوح أمامهم للتوجّه إليك للحصول على المساعدة إذا كانوا بحاجة لها.

النشاط: يُعتبر النشاط البدني مهمّاً لصحّة الأطفال العقليّة. ينبغي أن يكون هناك وقت يتوقّف فيه الأطفال عن استخدام الانترنت والتوجّه للقيام بنشاط بدني. قد تكون علامات الغضب والتعب والتوتّر دليلاً على أنّ طفلك يمضي في تصفّح الإنترنت وقتاً أطول مما هو مسموح له. عليك العثور على نشاط بدني يتمتّع به أطفالك كالسباحة أوالمشي أو الرقص كطريقة لإمضاء وقتهم بعيداً عن العالم الرّقمي.

لإبداع: يوفر الإنترنت فرصاً غير محدودة للأطفال. يتعلّم الأطفال الكثير من الأمور عن طريق هذا العالم بدءً بالترميز مروراً ببناء هياكل معقدة في لعبة "ماين كرافت" Minecraft وإنشاء محتوى الفيديو وصولاً إلى تعلّم الكتابة. يساعد الوقت الذي يمضيه الأطفال على الانترنت على التعلّم والإبداع ويوفّر الفرص لبناء المهارات اللازمة للحياة في وقت لاحق.
العطاء: يمكن استخدام الإنترنت لمعرفة كيفية الانخراط في الأعمال الخيريّة المحلية والوطنية، كما يعلّم الأطفال طريقة تقديم الخدمات للآخرين من خلال أنشطتهم اليومية. يمكنهم أيضاً تقديم ردود فعل إيجابية والدعم للأصدقاء والعائلة وكذلك الإبلاغ عن السلوكيات السلبية للآخرين مما يجعل شبكة الإنترنت مكاناً أكثر أمناً للجميع.

الوعي: لا يستطيع الأطفال التغلّب على طبيعة الإنترنت الجاذبة في الغالب. يكون من الصعب عليهم أحياناً وضع هواتفهم النّقالة جانباً والانخراط بأنشطة أخرى خاصة إذا كانت التطبيقات من النوع الذي يشجعهم على التفاعل معها بشكل متواصل. يجب على الآباء يكونوا على معرفة بمقدار الوقت الذي يمضيه أطفالهم باستخدام الانترنت وتوعيتهم بهذه الحقيقة. قم بتشجيع أطفالك بتقدم اقتراحات تتعلّق بإدارة الوقت عن طريق الاحتفاظ بمذكّرة أو تحميل تطبيقات تساعدهم على إدارة الإشعارات التي تصلهم.

تأمل المفوضة بأن يكون هذا الدليل نقطة انطلاق "للآباء والأمهات لمعالجة واحدة من أحدث المعضلات الحديثة في عالم الأبوة والأمومة ولمساعدة الأطفال كي يكونوا مستخدمين فعّالين وبطريقة إيجابيّة". يقدم الدليل نصائح تزيد من أمن الأطفال وإمكانيّة التحدّث إلى شخص بالغ موثوق به أو الاتصال بخط الطفل إذا كان لدى الطفل أسئلة حول أمنه أو عند حاجته إلى المساعدة أيضاً.

ردود الفعل

تقول "هانا برودبنت" وهي نائبة المدير التنفيذي لجمعية "تشايلدنيت" Childnet الخيرية بخصوص هذا الدليل: "من الضروري تمكين الأطفال والشباب من الاستفادة القصوى من الفرص الإيجابية التي تتيحها التكنولوجيا الرقمية ومساعدتهم على تخطّي المخاطر والضغوط التي قد يواجهونها عبر الإنترنت. إنّ تنمية العلاقات الصحية هي جزء أساسي من هذا المشروع سواءً عن طريق استخدام التكنولوجيا بطريقة متوازنة أو عن طريق تطوير علاقات صحية مبنيّة على أساس اللطف والاحترام المتبادل مع أقرانهم".

تضيف برودبنت: "يوفّر هذا الدليل مرجعاً بسيطا للعائلات لتوجيه استخدام أطفالهم للتكنولوجيا وتعزيز صحّة أطفالهم العقليّة والبدنيّة ومساعدة الأطفال على استخدام التكنولوجيا بمسؤولية واحترام وإبداع".
 

 

 

المصدر 

النشرة البريدية

الرجاء تعبئة التفاصيل ادناه لتلقي نشرتنا البريدية