الصحة

كميّة البول في حوض السباحة

 


قبل أن تُفكّر بالغطس، عليك أن تعرف أن هناك بعض البول في حوض السباحة.

اعترف حوالي 1 من 5 أشخاص بقيامهم بالتبوّل في حوض السباحة مرة واحدة على الأقل وفقاً لمسح أُجري عام 2012. يقول "كارلي جيهر" وهو العضو السابق في فريق السباحة الوطني الأمريكي بأنّك لو وجّهت نفس السؤال للسباحين الأولمبيين فستجد أنّ هذا المعدل يصل لحوالي %100 .

تقدر الجمعية الكيميائية الأمريكية (ACS) أن هناك حوالي30 - 80 مل (1 - 3 أوقيّات) من البول النّاتج عن كل شخص في حوض السباحة. قدرت إحدى الدراسات عام 1997 بأنّ متوسّط هذه الكميّة يبلغ حوالي 70 مل (2.4 أوقية) لكل شخص.

يعني هذا أنّنا نحتاج إلى أكثر من 12 شخصاً في بركة واحدة مع أخذ أعلى تقدير من تلك النتائج أو ما يعادل 80 مل من البول للشخص الواحد للحصول على لتر (0.3 غالون) من البول، آخذين بعين الاعتبار أنّ حجم حوض السباحة الأولمبي يبلغ حوالي 2.5 مليون لتر (660,430 غالون) من المياه.

تُعتبر هذه الأرقام مجرّد تقديرات فقط، فمن الصعب قياس مقدار البول في بركة معينة.

لا يمتلك العلماء طريقة معيّنة لقياس مستويات البول في أحواض السباحة. يعني هذا أنّ الاعتقاد بإمكانيّة وجود مادّة كيميائية تحوّل لون البول إلى اللون الأرجواني ليتمّ الإمساك بك متلبّساً أثناء قيامك بالتبوّل في حوض السباحة هو مجرّد تخيّل مضحك.

يتكون البول من العديد من المواد الكيميائية، بما في ذلك المياه والأملاح والبروتينات ومنتجات المخلّفات. قدر العلماء في دراسة أجريت عام 2013 أن البول يحتوي على ما لا يقل عن 3000 مادة كيميائية مختلفة, لا يُحصر وجود هذه المركّبات في البول فقط.

يقول "ويليام كارول" وهو أستاذ مساعد في الكيمياء بجامعة إنديانا بأنّ البول يحتوي على مركبات عضوية عشوائية كثيرة تشبه الكثير من المركبات العضوية العشوائية الأخرى.

يقول كارول لدوريّة "علوم حيّة" Live Science بأنّ المطهّر كالكلور مثلاً "يمزّق هذه المركّبات" عندما يتلامس معها. يعني هذا أن ما يتبقّى في مياه حوض السباحة ليس سوى شظايا الجزيئات الأصلية، وليس هناك طريقة لمعرفة ما إذا كانت هذه الشظايا قد جاءت من البول أو من أي مواد عضوية أخرى.

حل بنكهة حلوة؟

وصف باحثون كنديّون في إحدى الدراسات التي نشرت في آذار من عام 2017 طريقة محتملة لقياس كميّة البول في حوض السباحة. تمتاز هذه الطريقة بقدرتها على تجاوز تلك التفاعلات الكيميائية. استهدف الباحثون أحد المركّبات الموجودة في البول والتي لا تتفاعل مع المواد الكيميائية الأخرى أو مع مياه الحوض المعقّمة. تعتمد هذه الطريقة على محلّي صناعي يُدعى "أسيسلفام البوتاسيوم" acesulfame potassium .

قام الباحثون في الدراسة التي نشرت في مجلة العلوم البيئية ورسائل التكنولوجيا Environmental Science & Technology Letters بقياس تركيز أسيسلفام البوتاسيوم في 22 حوض سباحة وثمانية أحواض مياه ساخنة جنباً إلى جنب مع التركيزات الموجودة في مياه الصنبور العاديّة في مدينتين كنديتين.

وجد العلماء أنّ هذه التراكيز قد تراوحت ما بين 30 نانوجرام لكل لتر - 7,110 نانوجرام / لتر. يمكن تفسير هذا الاختلاف بعوامل كثيرة كطريقة تصفية مياه حوض السباحة وعدد الأشخاص الذين قاموا بالسباحة بداخله وربّما عدد الأشخاص الذين قاموا بالتبوّل فيه. تقول الدراسة أنّ متوسط تركيز التحلية الصناعية في البول يبلغ 4000 نانوغرام لكل مليلتر من المياه.


جمع الباحثون 15 عينة من بركتي سباحة على مدى ثلاثة أسابيع باستخدام تركيزات أسيسلفام البوتاسيوم من 22 حوض سباحة وثمانية أحواض مياه ساخنة. قدّر الباحثون أن حوضاً يضم 000 220 غالوناً ( 830000 لتراً أو ثلث حجم حوض سباحة أولمبي) من الماء يحتوي على حوالي 20 غالوناً (75 لتراً) من البول وأنّ حوضاً يحتوي حوالي 000 110 ألف غالوناً (420000 لتراً) من الماء يحتوي على حوالي 8 غالونات (30 لتراً) من البول.

يبدو بأنّ كميّة تبلغ حوالي 20 غالون من البول هي كميّة كبيرة، وخاصة إن تصوّرت أمامك 20 وعاء من الحليب تصطف وراء بعضها البعض. تبلغ كميّة البول في حوض يبلغ 220000 غالوناً ما نسبته %0.01  من مجموع السائل في حمام السباحة.

هل لا زلت بحاجة إلى مزيد من الأدلة على وجود بول في حمام السباحة؟

استنشق رائحة الحوض الذي تدخل فيه في المرّة القادمة، وستجد أنّك لا تشتمّ رائحة الكلور التقليديّة، ولكنّها عبارة عن رائحة مركّب يُدعى " ثلاثي كلوريد النتروجين" trichloramine. يتشكّل هذا المركّب عند تفاعل مادة كيميائية تسمى اليوريا urea والتي توجد في البول والعرق وتتفاعل مع الكلور في الماء تبعاُ لما تقوله الجمعيّة الكيميائيّة الأمريكيّة.

 

 

المصدر 

النشرة البريدية

الرجاء تعبئة التفاصيل ادناه لتلقي نشرتنا البريدية