استضافت أسرة غرناطة الثانوية من طلاب، معلمين وإدارة باقة من طلاب المدارس الإعدادية في كفركنا بمحاضرة من قبل بروفيسور منى مارون رئيسة قسم علم الدماغ في جامعة حيفا، عن موضوع الدماغ، كيف نشعر، كيف نتعلم وكيف نسيطر على عواطفنا.
افتتحت الأمسية فهيمة أمارة، مديرة المدرسة بكلمة عن أهمية فهم عمل الدماغ والتعمق في العلم والبحث العلمي، الأمر الذي من شأنه أن يبني طالب متميز علما وخلقا.
بدأت بروفيسور منى تدرس علم النفس٬ ولكنها أدركت خلال قيامها بأحد البحوث٬ أن هذا المجال التخصصي لا يناسبها. وفي مجال بيولوجيا الأعصاب تناول بحثها لنيل درجة الدكتوراه الأجهزة الدماغية المسؤولة عن التعلم والتذكر. أما بحث ما بعد الدكتوراه٬ فقد قامت به في باريس٬ وبعودتها إلى البلاد راجعت لجنة تقديم المنح الدراسية لأبناء الأقليات التابعة لوزارة العلم٬ ولكن طلبها الحصول على منحةُ رفض٬ فراجعت ”المعهد الوطني للبيولوجيا النفسية“٬ لتحصل على المنحة. ومن سخرية القدر أن تكون ترأست بعد عشر سنوات نفس اللجنة التي كانت رفضت طلبها. وبعد إتمامها أبحاث ما بعد الدكتوراه٬ قبلت أستاذة في قسم بيولوجيا الأعصاب٬ وهو القسم الذي أصبحت ترأسه مؤخرا.
وتقود بروفسور منى بحثا يعتبر رائدا وذا احتمال في تحقيق ثورة حقيقية في علاج المصابين بالصدمة النفسية٬ إذ يدرس طرق تحكم الدماغ البشري في ردود فعله الناتجة عن الخوف. تقول بروفيسور منى مارون:”المشكلة تكمن في أن وْقع الخوف يبقى في الدماغ٬ كما تبين الأبحاث٬ وفي بعض الحالات يحول دون العودة إلى الحياة الطبيعية. فالمصابون بصدمة القتال٬ مثلا٬ يعود بهم أزيز طائرة تمر فوقهم أو أي صوت خارج عن المألوف إلى صدمة القتال٬ فيتوثبون للعمل٬ رغم أن الخطر لم يعد قائما. وتسمى عملية إزالة الخوف من دماغ الإنسان أو الحيوان محو الخوف٬ وما نقوم به نحن يتمثل في تطوير دواء يستطيع٬ عبر شل عمل سلسلة معينة من الجزيئات٬ تسريع عملية محو الخوف والحيلولة دون عودته مستقبلا. وقد تم تجربة ذلك بنجاح على الجرذان٬ ويتوقع أن يكون له تأثير مثير للغاية٬ ولكن الطريق ما زالت طويلة“.
انتهت الأمسية بفقرة أسئلة من الطلاب عن الدماغ وتحفيز وتشجيع الطلاب بالخوض في الأبحاث العلمية وأن يطمحوا أن يتميزوا وأن يتركوا البصمة الأرقى والأكثر تأثيرا في مجالهم.
الصور: