الكيمياء

القنابل النووية: ماهيّتها، وطبيعة عملها

 

 إنّ أوّل قنبلة نووية أُستخدمت خصيصاً لقتل البشر كانت قد استهدفت مدينة هيروشيما اليابانيّة في السادس من آب عام 1945، بعد ثلاث سنوات من ذلك التاريخ استهدفت قنبلة أخرى مدينة ناغازكي. إنّ الموت والدمار اللذان خلّفتهما هاتان القنبلتان لم يكن له مثيل من قبل، وربّما لو كنّا في عالم أكثر مثاليّة يعيش فيه جنس أكثر منطقيّة لربّما غضّ الجنس البشري الطرف عن التهديد بهذا السلاح إلى الأبد.
إنّ تفجير هاتان القنبلتان أنهى الحرب العالميّة الثانية، إلّا أنّه كان قد أشعل فتيل الحرب الباردة ما بين الولايات المتحدة الأمريكيّة والاتحاد السوفيتيّ، في ما بين العام 1945 وأواخر الثمانينات قام الفريقان باستثمار كميات ضخمة من النقود في القنابل النووية وزيادة مخزونها من هذه القنابل بشكل ملحوظ كوسيلة ردع وتهديد. إن احتماليّة وقوع دمار شامل في تلك الفترة كان بمثابة تهديد يحوم حول كلّ إنسان وكلّ شيء على سطح الكرة الأرضيّة، فقامت المدارس بإجراء تدريبات للغارات الجويّة النووية، والحكومات قامت بتجهيز ملاجئ مناسبة Fallout Shelters، وقام النّاس بحفر مخابئ في باحات منازلهم تحسّباً لوقوع مثل هكذا غارات.
خلال فترة السبعينات والثمانينات بدأ التوتّر بالتلاشي شيئاً فشيئاً، وتبع ذلك سقوط سور برلين في عام 1989 ليسقط بعدها الاتحاد السوفيتي بعد مرور عامين الأمر الذي أنهى الحرب الباردة بشكل رسمي. بدأت العلاقات بعد ذلك بالتحسّن ما بين الدولتين مما نجم عنه الالتزام بالحدّ من الترسانات النوويّة تبعتها العديد من المعاهدات كان آخرها إتمام تطبيق معاهدة عام 1991 للحدّ من الأسلحة الإستراتيجية (START) في العام 2011، وتدعى "معاهدة الحدّ من الأسلحة الإستراتيجية الجديدة" حيث هدفت كما سابقاتها للحدّ والتقليل من هذه الأسلحة، وكان من بين الإجراءات التقليل من 1.550 رأس حربي .
لسوء الحظ، رغم أنّ الولايات المتحدة وروسيا قرّرتا الابتعاد وإن كان ذلك مؤقتاً عن حافّة الحرب، إلّا أنّ تهديد الحرب العالميّة لا زال قائماً، فهناك تسعة بلدان على الأقل باستطاعتها أن ترسل رؤوس حربية نوويّة باستخدام صواريخ بالستيّة، وعلى الأقلّ ثلاثة من تلك البلدان (الولايات المتحدة الأمريكيّة وروسيا والصين) باستطاعتها أن تستهدف أيّ مكان تريده في العالم.
ما يجب ملاحظته أيضاً أن القنابل الحديثة تنافس وبكلّ سهولة القوّة التدميريّة لتلك التي استهدفت المدن اليابانيّة فيما مضى، ففي عام 2009 قامت كوريا الشماليّة باختبار قنبلة نووية حديثة تساوي قوّتها قوّة القنبلة الذريّة التي أُلقيت على هيروشيما، فأنتج انفجارها زلزال تبلغ قوّته 4.5 .
رغم تغيّر طبيعة الصراع السياسي المعتمد على الحرب النووية بشكل ملحوظ على مرّ السنين، إلّا أنّ العمليّات الذريّة التي ينتج عنها كلّ تلك الطاقة كانت معروفة منذ عهد آينشتاين Einstein.

 

 

 

المصدر 

النشرة البريدية

الرجاء تعبئة التفاصيل ادناه لتلقي نشرتنا البريدية