الكيمياء

الجدول الدوري وطبيعته التنظيميّة

 

إنّه من الطبيعة البشرية أن نقوم بترتيب الأشياء، فإن االطباخون مثلاً يقومون بتنظيم التوابل في مجموعات عديدة وفقاً للترتيب الأبجدي أو حسب التوابل التي يستخدمونها أكثر من غيرها، أمّا الأطفال فإنهم يقومون بفرز ما يمتلكون من النقود وفقاً لقيمة كلّ قطعة ضمن مجموعات متساوية القيمة، حتّى المشتريات المعروضة في البقالة يتمّ فرزها وفق مجموعات معيّنة، فإلى جانب المعكرونة الصينيّة بمكوّنها الأساسي وهو البيض ستجد التورتيلا الاسبانيّة المصنوعة أيضاً من البيض.
الكيميائيون كذلك يسعون لتنظيم الأشياء، فهم يبحثون عن الخصائص الفيزيائية والكيميائية المتشابهة ما بين العناصر والأشكال الأساسيّة للمادّة ويحاولون وضعها داخل مجموعات متشابهة.
بدأت محاولات العلماء لتنظيم العناصر في أواخر الـ 1800، حيث إنّهم كانوا قد اكتشفوا 60 عنصراً منها، لكن تلك المحاولات لم تكن ناضجة بعد بل كانت تفتقر لمعلومة مفصليّة ألا وهي بناء الذرة. وبالرغم من فشل كل المحاولات الأوليّة، إلّا أنّ محاولة الكيميائي الروسي ديميتري مندلييف كانت واعدة، فبغض النظر عن أن مندلييف لم يكن على صواب %100، إلّا أنّ منهجه سهّل الطريق أمام ما يسمّى الآن "الجدول الدوري للعناصر".
يضمّ الجدول الدوري هذه الأيّام وينظّم 112عنصراً كيميائياً، ويعترف بوجود عناصر أخرى حتّى ولو لم يتمّ تسميتها بعد.
أصبح الجدول الدوري منذ اكتشافه من أهمّ الأدوات التي تعتمد عليها دراسة الكيمياء، ليس فقط للطلاب، بل أيضاً للعاملين في مجال الكيمياء أنفسهم.
يُصنِّف الجدول الدوري العناصر تبعاً للعدد الذرّي للعنصر ويعطينا معلومات عن التركيب الذري لهذه العناصر، كما أنّه يصف كيفيّة ترتيب الالكترونات حول هذا العناصر وكيفيّة تفاعل كل عنصر مع العناصر الأخرى.
 

 

 

 

المصدر 

 

النشرة البريدية

الرجاء تعبئة التفاصيل ادناه لتلقي نشرتنا البريدية