الجواب المختصر لهذا السّؤال هو أنّنا لا نعلم. تتكوّن البروتونات من جسيمات صغيرة مشحونة، ونحن لا نعلم سبب شحن هذه الجسميات-يبدو أنّه طبيعة الكون.
لكنّ سبب عدم معرفتنا للإجابة هو أمر يستحقّ التّفكير.
نحن نعلم بأنّ الإلكترونات تقوم بصدّ بعضها، إذ أنّها تقوم ببذل شغل معيّن على إلكترونات أُخرى. نستخدم المصطلح "مشحون" لتسهيل الأُمور، فبدلًا من أن نقول إنّ الإلكترونات تتنافر يمكن القول بأنّ الإلكترونات مشحونة، والجسيمات المشحونة تتنافر فيما بينها.
هذا يجعلك تفكّر بكل الأمور المتعلّقة بالإلكترونات، كالدّوائر الكهربائيّة، الكهرباء السّاكنة، التّفاعلات الكيميائيّة والطّيف الكهرومغناطيسيّ، دون أن يتوجّب علينا التّفكير بمسألة صد الإلكترونات لبعضها. إنّ فكرة شحن الإلكترونات ما هي إلّا نموذج، أو طريق مختصر ليساعدنا على التّفكير. لقد اعتدنا على الاختصارات حتّى بتنا نعتقد أنّ شحن الإلكترونات هو أمر حقيقيّ.
لكن المصطلحات: تنافر الالكترونات أو انجذاب الالكترون للبروتون يبدو صحيحًا أكثر.
إذن، لما تصد الإلكترونات بعضها بعضًا؟
كما ذكرت آنفًا، نحن لا نعلم. كما لا نملك إجابة حول سبب "الحبّ" الموجود بين عدّة أجسام في الكون (تلميح: نحن نتعامل مع هذا الأمر باعتقادنا بأنّ لكلّ جسم هناك كتلة، وأنّ الجاذبيّة تقوم بجذب الأجسام الّتي لها كتلة لبعضها). لكن دون شكّ، هناك العديد من العلماء الّذين يأملون إيجاد إجابة حول سبب بذل الجزيئات للشغل على بعضها بعضًا.
المصدر