البيولوجيا

علماء مصريون يستخدمون جزيئات الذهب النانوية لعكس الضرر المرتبط بالسمنة في دراسة أجريت على الفئران

 

تفوقت معالجة الجسيمات النانوية الذهبية عالية الجرعة على أورليستات في عكس الضرر الناتج عن السمنة لدى الفئران، وفقًا لبحث أجرته جامعة الإسكندرية، وجامعة أربيل التقنية، وجامعة فاروس.

أظهرت الجسيمات النانوية الذهبية (AuNPs) تأثيرات ملحوظة في مكافحة السمنة، حيث قللت من دهون الجسم، وحسّنت الصحة الأيضية، واستعادة وظائف الأعضاء لدى الفئران التي تعاني من السمنة الناتجة عن النظام الغذائي. قارن الفريق تأثير الجسيمات النانوية الذهبية وأورليستات، وهو دواء شائع الاستخدام لمكافحة السمنة، على تكوين الجسم، والمعايير الأيضية، وصحة الأعضاء.

السمنة اضطراب أيضي يتميز عمومًا بتراكم الدهون الزائدة بسبب اختلال التوازن بين السعرات الحرارية المستهلكة واستهلاك الطاقة. وترتبط بزيادة مخاطر الإصابة بمرض السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والوفاة.

تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن معدلات السمنة العالمية قد تضاعفت ثلاث مرات منذ عام 1975، حيث تحتل مصر المرتبة 18 في انتشار السمنة لدى البالغين بنسبة 39.8%. العلاجات الحالية، بما في ذلك أورليستات، محدودة الفعالية وتسبب آثارًا جانبية غير مرغوب فيها، مما يثير الاهتمام بالعلاجات البديلة مثل جسيمات الذهب النانوية.

في دراسة بعنوان "تأثير العلاج بجسيمات الذهب النانوية على السمنة المُستحثة لدى الجرذان من خلال تقييم تكوين الجسم بشكل مباشر وغير مباشر عبر تحليل المعاوقة الكهربائية الحيوية"، نُشرت في مجلة "التقارير العلمية"، حفّز الباحثون السمنة لدى 40 جرذًا ذكرًا من فئران ويستار ألبينو عن طريق إطعامهم نظامًا غذائيًا غنيًا بالدهون لمدة تسعة أسابيع.

ثم قُسّم الجرذان إلى مجموعات علاجية تتلقى إما حقنًا يومية أو أسبوعية من جسيمات الذهب النانوية بجرعات متفاوتة أو حقنًا يومية من أورليستات. أما المجموعة الضابطة، المكونة من ثمانية جرذان، فقد تلقّت نظامًا غذائيًا قياسيًا. وقُيّم تكوين الجسم باستخدام تحليل المعاوقة الكهربائية الحيوية والتشريح. وحُللت عينات الدم لتحديد مستويات الدهون، ومستوى سكر الدم الصائم (FBG)، وعلامات الإجهاد التأكسدي. وفُحصت أنسجة الكبد والكلى نسيجيًا وفوق بنيوي.

قام الباحثون بقياس تكوين الجسم من خلال تحليل المعاوقة الكهربائية الحيوية والتشريح المباشر. أدت الجرعات العالية من جسيمات الذهب النانوية إلى خفض دهون الجسم، وزيادة كتلة العضلات، وإعادة بعض المؤشرات الكيميائية الحيوية، مثل الدهون الثلاثية والجلوكوز ومؤشرات الإجهاد التأكسدي، إلى مستويات قريبة من الطبيعية. وكانت هذه التأثيرات أكثر وضوحًا مقارنةً بالفئران المعالجة بالأورليستات أو بجرعات أقل من جسيمات الذهب النانوية.

أشار تحليل الدم إلى أن معالجة جسيمات الذهب النانوية أعادت مستويات الدهون، ونسبة الجلوكوز في الدم، ومؤشرات الإجهاد التأكسدي إلى مستوياتها الطبيعية. وكشف الفحص النسيجي أن جسيمات الذهب النانوية قللت من تراكم الدهون وحسّنت بنية خلايا الكبد والكلى، بينما أظهرت الفئران المعالجة بالأورليستات تلفًا مستمرًا في الأعضاء.

تشير النتائج إلى أن جسيمات الذهب النانوية يمكن أن تُقدم بديلًا واعدًا لعلاجات السمنة التقليدية، من خلال تحسين المؤشرات الأيضية وتقليل تلف الأعضاء. هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد سلامتها وفعاليتها في التطبيقات البشرية.

 المصدر:

النشرة البريدية

الرجاء تعبئة التفاصيل ادناه لتلقي نشرتنا البريدية