يمكن أن يؤدي انخفاض درجات الحرارة والتغيرات في الضغط الجوي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب لدى كبار السن وفقاً لدراسة واسعة النطاق، ويتعين بذل المزيد من العناية لمواجهة تلك الآثار.
ينصح الباحثون كبار السن الذين لديهم خطر أكبر للإصابة بفشل القلب بتجنب الضباب والسحب المنخفضة في أشهر الشتاء، كما ويطلبون من الأطباء مراقبة حالة الطقس وكذلك حالة مرضاهم.
وفقًا لما ذكره فريق من جامعة لافال وجامعة شيربروك في كيبك بكندا فإن إدراكهم للعلاقة بين الطقس البارد وفشل القلب يمكن أن يساعد في إنقاذ الأرواح والحد من تكاليف العلاج الباهظة للأمراض القلبية الوعائية في المستشفيات.
يقول "بيير جوسلين" أحد أفراد الفريق من جامعة لافال: "تبين دراستنا أن التعرض لظواهر الطقس البارد أو الضغط العالي قد يؤدي إلى أحداث تؤدي إلى دخول المستشفى أو وفاة حالات من مرضى فشل القلب".
يضيف جوسلين: "نعلم أن الأطباء نادراً ما يأخذون توقعات الطقس في الحسبان عند علاج أو تقديم توصيات لمرضى قصور القلب، لذا أردنا أن نظهر أنّه ومع الاختلافات الشديدة في درجة الحرارة بسبب تغير المناخ فإنّ الطقس أصبح عاملاً كبيراً".
درس الباحثون حالة 112,793 شخصًا تترواح أعمارهم ما بين 65 عامًا وأكثر وتم تشخيص إصابتهم بقصور في القلب في كيبك بين عامي 2001 - 2011 عبر نظام مراقبة الأمراض المزمنة المتكامل في كيبك أو قاعدة بيانات QICDSS.
تمت مراقبة المشاركين في الدراسة على مدار 635 يومًا بينما تم قياس قراءات درجات الحرارة والرطوبة والضغط الجوي وملوثات الهواء. كشفت البيانات عن وجود خطر أعلى للذهاب إلى المستشفى أو الوفاة في الشتاء (أكتوبر - أبريل) مقارنة بالصيف (مايو - سبتمبر).
كان معدل الوفاة أو زيارة المستشفى بسبب قصور القلب احتمالاً أكبر بنسبة% 0.7 لكل انخفاض في درجة الحرارة بمعدّل 1 درجة مئوية (1.8 درجة فهرنهايت) مقارنة بالأسبوع السابق في المتوسط. زاد الخطر أيضا بنسبة %4.5 لكل زيادة قدرها 1 كيلوباسكال في الضغط الجوي.
لا تُعتبر هذه الدراسة الحديثة الوحيدة التي تربط انخفاض درجات الحرارة مع زيادة احتمال الإصابة بنوبة قلبية، فقد وجدت دراسة استمرّت لمدة 16 عامًا وشملت أكثر من 280 ألف مريض في السويد أنّه كلّما زادت برودة الطقس كلما وقعت حالات نوبات قلبية أكثر.
كانت هذه النتيجة متناسقة عبر مناطق مختلفة من البلاد ومختلف المجموعات الفرعية بما في ذلك المسنين والذين لديهم سجل من مشاكل القلب.
تعود الأبحاث التي تربط بين انخفاض درجات الحرارة وارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب إلى سنوات، إلّا أنّه ومع تغير المناخ الذي يجب مراعاته يحرص العلماء على جمع أكبر قدر ممكن من البيانات لا سيما المتعلّقة بالأشخاص الأكثر ضعفاً في المجتمع.
أما عن سبب ظهور هذه العلاقة فإننا نعرف أن الجسم يتفاعل بشكل طبيعي مع البرد، حيث يبدأ القلب بالنبض بشكل أسرع للحفاظ على الدفء كبداية، كما يشد الجسم الشرايين استجابة للبرد مما يقلل من التوصيل الحراري في الجلد و رفع ضغط الدم نتيجة لذلك.
التغيرات الهرمونية التي تحدث استجابة للبرد تجعل الدم أكثر عرضة للتجلط. يمكن لأي من هذه التغيرات البيولوجية أن تسبب مشاكل في القلب والأوعية الدموية عند انخفاض درجة الحرارة عن طريق جعل الظروف الحالية أسوأ.
يقول "مومان محمد" وهو أحد الباحثين من الدراسة السويدية من جامعة لوند: "تكون آليات [الطقس البارد] جيدة التحمل في غالبية الأشخاص الأصحاء". يضيف محمد: "إلّا أنّ الأشخاص الذين يعانون من التصلّب اللويحي في الشرايين التاجية قد يقومون بتطوير نوبة قلبيّة".
في حين يستمّر الباحثون في التعمّق بالسبب الكامن وراء كون الطقس الأكثر برودة يزيد من حالات دخول المستشفى والوفيات بسبب قصور القلب فإنّه من المهم أن نبقى على دراية بالمخاطر وأن نبقى دافئين.
يرى الفريق الذي يقف وراء الدراسة الكندية أنّ هذا عامل آخر ينبغي التفكير فيه خاصّة وأنّ كوكبنا قد بدأ باختبار عدد متزايد من الأحداث المناخية القاسية.
كتب الباحثون في ورقة البحث: "يُعتبر هذا أمراً مهمّا لغرض مراقبة الصحة العامة في سياق التغيرات المناخية".
المصدر