يلعب بروتين رابط H1 "هيوستن" histone H1 دوراً كبيرا في ترتيب المعلومات الوراثيّة حسب أحد الأبحاث الجديدة.
تعدّ هذه الإحصائيّات من النوع الذي قد يجعلك تتوقّف فجأة مندهشاً أو تجعلك تفوز في مسابقة تعتمد على مجموعة من الأسئلة تبعاً لردّة فعلك المعتادة.
يتنوّع حجم الخلايا البشرية التي تحمل مجموعة كاملة من الحمض النووي DNA من خلايا بالغة الصغر كخلايا الدم البيضاء والتي تصل إلى 130 ميكرو متر مكعب إلى خلايا كبيرة الحجم مثل الخلايا الدهنية والتي تصل إلى 600 ألف ميكرو متر مكعب.
لكن مهما بلغت هذه الأرقام، تبقى الخلايا عبارة عن شيء بالغ في الصغر، في الميكرومتر لا يتعدّى كونه جزء من مليون من المتر.
لكن إليك هذه المفاجأة، فكلّ خليّة من خلايا الجسم سواء أكانت خلايا شريط الحيوانات المنوية أو البويضات أو خلايا الدم البيضاء فهي تحتوي على متر كامل من الحمض النووي.
يعود الفضل في كشف السرّ وراء هذا الإنجاز الذي يشبه قدرة سفينة تراديس TARDIS الخياليّة على احتواء المسافرين عبر الزمن لــ "جيفري هايز" من كلية الطب وطب الأسنان التابعة لجامعة روتشستر في نيويورك في الولايات المتحدة.
قام هيز وفريقه بالتمهيد لاكتشاف كيفيّة تخزين متر كامل من المادة الوراثية في مساحة متناهية الصغر كحجم نواة الخليّة.
قام الفريق بداية بدراسة الجسيم النووي وهو الوحدة الأساسيّة في بناء الكروموسومات وهي الإطار الصلب الذي يحمل الحمض النووي.
قام الفريق بالتعرّف على بروتين يعرف باسم "هيوستن H1" أو اختصاراً ب "H1" والذي يشكّ العلماء بدوره في جعل الكروموسومات صلبة ومتراصّة.
وظّف "هيز" زملائه الباحثين في فرنسا واليابان لأخذ صور عالية التكبير بالأشعة السينيّة لبروتين H1 وبروتينات أخرى في الحمض النووي في محاولة لفهم الآليّات المستخدمة.
كانت الصور الناتجة مفيدة لكن لم تكن واضحة كفاية للتوصّل إلى تفسيرات قطعيّة.
قام المؤلف المشارك "آمبر كتر" بإجراء العديد من تجارب أنبوب الاختبار باستخدام مجموعة من بروتينات الحمض النووي كمنفذ لهذه المشكلة حيث كانت النتائج واضحة عند إضافتها إلى المعلومات التي تمّ الحصول عليها من تصوير الأشعة السينيّة، في وجود بروتين H1 كانت الكروموسومات قويّة ومترابطة، أما عند غياب هذا البروتين فكانت الكروموسومات طويلة ومرنة.
يرى هيز وفريقه بأنّه وبالإضافة إلى وظيفة بروتين H1 كمساعد على تخزين كلّ هذه المادّة الوراثيّة في مساحة صغيرة فهو أيضاً يمتلك وظائف حماية حيث يقوم بالتخزين المؤقت للحمض النووي وحمايته من التشوّه الناتج عن الضغط والأضرار الفيزيائيّة.
المصدر