يقوم العلماء عادة بتفسير الأمور بطريقة أكثر تعقيداً من الأسئلة البسيطة التي نقوم بطرحها، لأنّ الأمر في الواقع أكثر تعقيداً مما نتخيّل وقد يحتاج إلى محاضرات كاملة من الشرح.
حين يتعلّق الأمر بموضوع الحمية، يجب أن يفرّق المرء ما بين النباتيين الذين قد يتناولون السمك مثلاً وما بين النباتيين الملتزمين جدّاً من جهة، وما بين من يلتهمون البرغر بشراهة مثلاً وما بين من يتناولون الدجاج بصورة قليلة جدّاً وفي مناسبات قليلة.
إنّ الأدلة في علم الأوبئة ثابتة بشكل مدهش، فالنباتيون يعيشون أكثر من غيرهم لأنّهم يعانون من نسب أقلّ من السرطانات وأمراض القلب. إنّ مقدار الفائدة من النظام النباتي كبيرة. وجدت دراسة مدتها 12 عاماً استهدفت 2000 شخص نباتي من قبل مركز بحوث السرطان الألماني في هايدلبرغ بأنّ نسبة الوفاة العائدة لكلّ الأسباب بلغت النصف في حين انخفضت نسبة الإصابة بالسرطان وأمراض القلب بمعدّل النصف فيما يتعلق بالسرطان والثلثين فيما يتعلق بأمراض القلب.
لماذا؟
إنّ ما نولد به والمحاذير المحيطة تصبح ذات أهميّة عند الإجابة عن هذا السؤال.
يعيش النباتيون حياة صحيّة أفضل في كلّ الحالات، فهم يدخنون بمعدّل أقلّ مثلاً. لم يجد الباحثون ما إذا كانت عوامل أسلوب الحياة المختلفة قد تكون أكثر أهميّة من النظام الغذائي نفسه أم لا. هناك أسباب كيميائية حيوية بلا أيّ شكّ تجعلنا نظنّ بأنّ النظام الغذائي النباتي قد يكون مسؤولاً عن ذلك. تظهر التحاليل الخاصة بالنظام الغذائي النباتي أنّ النباتيين يتناولون كميّات أقلّ من الكوليسترول المسبب لأمراض القلب والأوعية الدموية. يتناول النباتيون أيضاً كميّات أكبر من مضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا من التلف الجيني الذي يقود غالباً إلى السرطان. إلّا أنّ الباحثون لم يجدو أدلّة قويّة تدعم هذه النظرية بعد.
حتّى نتوصّل إلى دلائل قويّة تدعم النظام النباتي، أنا أرى أنّه لا توجد أيّ ملذّة من ملذّات الحياة تستحق أن أمضي لأجلها سنتين في الرعاية الصحيّة المنزليّة في المستقبل.