الفلك

من أين أتى القمر؟

 

 يمتلك معظم النّاس معلومات أساسيّة عن القمر، فهو يدور حول إحدى الكواكب بشكل دائري تماماً كما تدور الأرض حول الشمس. إنّ العلاقة ما بين الأرض والشمس والقمر تسبب ما يعرف بأطوار القمر مثل كسوف الشمس وخسوف القمر. وحين يكون بدراً، يعكس القمر ضوء الشمس فيجعل النجوم أكثر لمعاناً ليلاً.
القمر أيضاً ليس مجرّد "وجه جميل"، فهو يسهم في عمليتي المدّ والجزر على سطح الأرض، كما ويساعد وجوده في دوران الأرض أيضاً، والكثير الكثير من الوظائف الأخرى التي تجعل القمر مهمّاً لكوكبنا.
لكن كيف ظهر القمر؟
هناك العديد من النظريات بخصوص ذلك:
هو قطعة من الأرض: تقول النظريّة بأنّه حين كانت الأرض تدور بسرعة في بداية تكوين السديم الشمسي فإن بعض هذه المادّة انفصل عن الأرض ليكوّن القمر، لكنّ هذه النظرية محطّ تساؤل حيث يرى العلماء أنّ الأرض لم تكن تدور بالسرعة الكافية حينها كي ينتج عن هذا الدوران مثل هذه العمليّة.
القمر هو شقيق الأرض الأصغر: تقول هذه النظريّة بأنّه وحين كانت الجسيمات السماويّة تتجمّع لتكوّن الأرض، تكوّن القمر بنفس الطريقة لكنّه كان أبعد منها فلم تصله مواد كافية ليكون أكبر حجما كما الأرض. الأمر يشبه أن تحدث هذه العمليّة في الغرفة المقابلة للتي حدث فيها تكوّن الأرض، لكن يشكك العلماء في هذه النظرية حيث إنّ مكوّنات القمر ليست هي ذاتها مكوّنات الأرض.
القمر أتى من مكان ما في الفضاء، والأرض احتفظت به: فربّما قد جاء القمر من مكان ما لكنّه علق بجاذبيّة الأرض فاحتفظت به. هذا التفسير قليل الاحتمال نسبيّاً، فكيف يمكن لجسم بحجم القمر أن يمرّ بالأرض بالطريقة الصحيحة لينتهي به المطاف يدور في مدارها بدلاً من الاصطدام بها؟
جاء القمر نتيجة تحطّم ناري: النظرية العلميّة الأكثر انتشاراً بخصوص أصل القمر هي أنّ كويكبان كبيران نسبيّاً أو كوكبان في طور التشكّل اصطدما أثناء مرحلة السديم الشمسي، لقد كان الجسم الأصغر فيهما بحجم المرّيخ فانتهى المطاف بالكويكب الأصغر ليدور في مدار الكوكب الأكبر، وبما أنّ كلا الجسمين الفضائيين لم يكونا صلبتين بعد، فلقد انجذبت النواة الحديدية للجسم الأصغر بفعل جاذبية الأرض نحو الأرض، وهذا يفسّر أيضاً فرق التركيب ما بين القمر والأرض.

يختلف القمر عن الأرض في طرق أخرى بالإضافة إلى تركيبته الفيزيائية، فهو يمتلك بصورة جوهريّة جاذبية أقلّ بسبب صغر حجمه مقارنة بالأرض. ولنفس السبب، فإنّه يمتلك غلافاً جويّاً أصغر لأنّ جاذبيته ليست كافية لشدّ غلاف جوّي أكبر بالقرب من سطحه.
 

 

 

المصدر

النشرة البريدية

الرجاء تعبئة التفاصيل ادناه لتلقي نشرتنا البريدية