الفلك

الفيزياء الغريبة: كلّما اقتربت من الشّمس أصبحت أكثر برودة!

 

 إنّ من الأشياء الغريبة حين يتعلّق الأمر بالفضاء هو عدم منطقيّة الأشياء بالنّسبة لنا. خذ الشمس على سبيل المثال، فأنت قد تعتقد بأنّ سطح الشمس أكثر برودة من الغلاف الجوّي المحيط بها، لأنّه أكثر قرباً من مصدر الحرارة النووية في مركز الشمس، فنحن نعتقد ذلك لأنّنا نعرف أنّه عند جلوسك قريباً من المدفأة سوف تشعر بالحرارة المنبعثة منها أكثر كلّما اقتربت أكثر، أليس كذلك؟
لكن الملفت للانتباه أنّ الشمس لا تتبع ذلك المنطق. ف "الغلاف الضوئي" أو ما يدعى به سطح الشمس، هو الأكثر حرارة، حيث تبلغ حرارته ما بين (6.700 و 11.000) درجة فهرنهايت والتي تساوي (3.700- 6.200) درجة سلزيوس، وكلّما ابتعدت أكثر عن هذا السطح، كلّما أصبح الغلاف الجوّي أكثر حرارة، حيث تصل الحرارة في الهالة، أبعد طبقة شمسيّة عن المركز والتي تبعد حوالي 1.200 ميل 2.100 (كيلومتر) عن السطح، حوالي (900.000) درجة فهرنهايت وتساوي (500.000) درجة سلزيوس.

تتبع بعض النّجوم نمطاً ملفتاً للانتباه ومشابهاً للنمط الذي تتبعه الشمس وهذا ما يحاول العلماء اكتشاف السبب الكامن وراءه، فقد قاموا بتطوير افتراضيّة تعتمد على افتراض أنّ موجات الهيدروديناميكا المغنطيسيّة (MHD) توزع الطاقة مباشرة من الغلاف الضوئي لهالة الشمس تماماً مثل قطار سريع من دون محطّات توقّف محليّة.
في عام 2013 استخدم باحثون بريطانيّون تكنولوجيا تصوير متقدّمة لدراسة الجوّ الشمسي وهو الطبقة ما بين الغلاف الضوئي والهالة الشمسيّة وقاموا بدراسة الهيدروديناميكا المغنطيسيّة لتأتي حساباتهم لتؤكّد أنّ الموجات قد تكون مسؤولة عن نقل الطاقة للهالة الشمسيّة مما يؤدّي لتسخينها.

فسّر العالم ريتشارد مورتون من جامعة نورثمبريا البريطانيّة هذه الظاهر لحظة إعلان الاكتشاف قائلاً: "لقد سمحت لنا الملاحظات التي توصّلنا إليها لتقدير كميّة الطاقة المنقولة عبر الموجات المغناطيسيّة وتكشف هذه التوضيحات أنّ طاقة الموجات تفي متطلّبات الطاقة لازدياد درجة الحرارة غير المفسّر في الهالة الشمسيّة".

 

الفيديو 

 

 

المصدر
 

النشرة البريدية

الرجاء تعبئة التفاصيل ادناه لتلقي نشرتنا البريدية