الفلك

الكواكب القديمة تتحوّل دائماً إلى كواكب شديدة البرودة أو الحرارة

 


إنّ عمر الكواكب هو أمر بالغ في الأهميّة، فإنّ البحث عن الحياة على سطح الكواكب التي تدور حول شموس قديمة لا فائدة منه لأنّ هذه الكواكب غالباً ما تتحوّل لمناطق بالغة الحرارة أو البرودة.

يركز البحث عن حياة في عوالم أخرى على المناطق القابلة للحياة وهي الحلقة حول النجوم حيث تكون درجة الحرارة عليها مناسبة للمياه السائلة.
قد دفع ذلك البعض إلى استهداف الكواكب التي تدور حول نجوم القزم الأحمر حيث إن حجمها الصغير ودرجات الحرارة الباردة عليها تعني أن الكواكب في المنطقة القابلة للحياة هي الأقرب ولذلك يسهل الوصول إليها.
يقول "شينتارو كادويا" و "إيتشي تاجيكا" من جامعة طوكيو في اليابان بأنّه يجب علينا أيضاً أن نبحث عن كواكب تدور حول نجوم بعمر مناسب، بغض النظر عن حجمها.

تصبح النجوم أكثر إشراقاً مع التقدم في السن، وتدخل الكواكب الموجودة على الحافة الداخلية للمنطقة القابلة للحياة فيما يسمّى ب "وضع الدفيئة المنتهي" حيث تتبخّر المحيطات وتفقد الكواكب الموجودة في الحافة الخارجية أجوائها الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. مع مرور الوقت ينخفض النشاط البركاني وتدخل هذه الكواكب في "حالة كرة الثلج المغطّاة".
صمم كل كادويا وتاجيكا نموذجاً يحاكي كيفية انخفاض أو ارتفاع حرارة الكواكب مع مرور الوقت، وجدت أن كلاهما يبدآن بعد حوالي 3 مليارات سنة.
يقول كادويا إن النجوم الأصغر لا توفر في الواقع بيئات جيّدة للحياة لمدّة أطول من النجوم ذات الحجم الشمسي، ويترتب على ذلك آثار على البعثات التي تستهدف كواكب خارج المجموعة الشمسية والمخطط انطلاقها قريباً مثل القمر الصناعي الذي يهدف لعمل مسوحات لهذه الكواكب والذي سيطلق في عام 2017، بالإضافة إلى تلسكوب ماجلان العملاق حيث إنّه قيد الإنشاء في شيلي، وكلاهما يستهدف نجوم القزم الأحمر الصغيرة.

يقول كادويا: "من أجل اكتشاف كواكب تحمل إمكانية الحياة على سطحها، من المهم التركيز على الأنظمة الكوكبية الشابة، إنّ التحقق من احتماليّة وجود حياة على سطح النجوم القزمة لا تزال فكرة جيدة فقط بسبب أعدادهم الهائلة".


مستقبل الأرض
يقول تاجيكا بأنّه إذا كانت الأرض البالغ عمرها 4 مليارات سنة تقع في مكان مرتفع حسب النموذج، فإنّه من المحتمل أن الطبيعة المستمرّة في تعزيز مناخ جيّد للحياة على سطح الأرض يعود إلى موقعها الأمثل بالنّسبة للشمس. يكمل تاجيكا قائلاً: "إن نصف قطر الأرض المداري يقع في نطاق أكثر الظروف ملائمة للحياة لوضع المناخ الدافئ".
يقول تاجيكا إن المناخ المثالي لكوكبنا من غير المرجح أن يستمرّ إلى الأبد لسوء الحظ. ويضيف: "ستكون الأرض في "وضع الدفيئة المنتهي" مستقبلاً لأنها في المنطقة الداخليّة القابلة للحياة".

يقول كريغ أونيل في جامعة ماكواري في سيدني الأستراليّة بأنّه قد يكون هناك طريقة أخرى لحفظ الحياة على هذا الكوكب ألا وهي "الحياة نفسها".

يقول أونيل: "لقد تجاهل الباحثون تأثير الحياة، فقدرة الحياة على تعديل الظروف السطحية تعني أن أي كوكب تتطور فيه الحياة ربما يكون أكثر قدرة على التأقلم مع التغير المناخي بعيداً عمّا تظهره نتائج النموذج".
يقول دنكان رايت من جامعة نيو ساوث ويلز في سيدني بأنّ هذا يعيدنا لموضوع أنّ النماذج الرياضية للكواكب الصالحة للحياة مليئة بالشكوك.
يضيف رايت: "من الصعب إختبار هذه النماذج. في هذه الحالة، فقد قاموا بعمل النماذج على أساس نموذج كيمياء الأرض، لكننا لا نعرف مدى تطابق ذلك مع كيمياء الكواكب الأخرى".

 

 

المصدر
 

النشرة البريدية

الرجاء تعبئة التفاصيل ادناه لتلقي نشرتنا البريدية