الفلك

ماهيّة القمر

 

إنّ القمر هو أكثر الأشياء وضوحاً في سماء الليل، حيث إنّه أقرب كائن سماوي إلى الأرض ويبعد عنّا مسافة (240.250 ميل) 384.400 كيلومتر. بجّلت الحضارات العظيمة القمر وكان يمثّل عندهم آلهة وآلهات حسب الأساطير القديمة، حيث دعته الحضارة اليونانيّة ب "آرتميس" أو إلهة الصيد وحماية الأطفال والإنجاب والعذرية والحبّ، أو "سيليني" ويرمز إليها بامرأة تركب حصاناً من جانب واحد فقط، أو عربة تقودها مجموعة من الاحصنة المجنحة، حيث كانت تضيء السماء ليلاً أثناء مرورها، في حين دعاه الرومان ب "لونا".
عندما نظر علماء الفلك القدماء إلى القمر رأوا بقع معتمة واعتقدوا بأنّها عبارة عن بحار Maria، وبأنّ الأماكن الأكثر ضوءاً هي عبارة عن يابسة terrae. اعتقد أرسطو والذي كانت نظريته هي الدراجة في تلك الفترة بأنّ سطح القمر هو مكان قابل للحياة وبأنّ الأرض هي مركز الكون. لكن حين نظر جاليليو للقمر بواسطة التلسكوب وجد بأنّه عبارة عن تضاريس وعرة من الجبال والحفر. لقد درس جاليليو تغيّر شكل القمر طوال فترة الشهر ولاحظ أنّ الجبال تترك ظلالها مما سمح له بقياس طولها. توصّل جاليليو إلى أنّ القمر يشبه إلى حدّ بعيد سطح الأرض حيث إنّه يحتوي على الجبال والأودية والسهول. إنّ نظريّة جاليليو هذه دحضت نظرية أرسطو السابقة والتي كانت ترى أنّ الأرض هي مركز الكون.
لأنّ القمر قريب من الأرض مقارنة بالأجسام الكونيّة الأخرى فإنّه الوحيد الذي صعد إليه الإنسان. ففي الستينات قامت الولايات المتحدة وروسيا بالدخول في سباق الوصول إلى الفضاء، فقامت كلتاهما بإرسال مجسّات لدراسة وتصوير القمر والهبوط عليه. في تمّوز 1969 أصبح كلّ من "نيل أرمسترونغ" و "إيدوين باز آلدرين" أوّل شخصين يخطوان على سطح القمر. قام حوالي 12 رائد فضاء أمريكي باستكشاف سطح القمر وأخذ الملاحظات والصور وأقاموا مجموعة من المعدّات العلميّة وأحضروا معهم 842 باوند ( 382 كيلوغرام) من عيّنات صخور وغبار القمر خلال ستة مهمّات من الهبوط على سطح القمر ما بين عامي 1969 و1972. فما الذي تعلّمناه عن القمر من خلال مثل هذه الرّحلات؟
لننظر بتمعّن إلى القمر، ونرى معالم سطحه ونتعرّف على طبقاته وبنائه الدّاخليّ ومراحل تطوّره وتشكّله وتأثيره على الأرض.
 

 

 

المصدر 

النشرة البريدية

الرجاء تعبئة التفاصيل ادناه لتلقي نشرتنا البريدية