يوم على الشاطئ هو بمثابة فرصة لا تعوّض بالنسبة لك للحصول على اللون البرونزي الجميل لبشرتك، لكن حروق الشمس التي قد تتعرّض لها هي أسوأ ما في الأمر. وبدلاً من الحصول على اللون الجذّاب مثل راكب أمواج من هاواي، تحصل على حروق تجعلك تحتاج للجلوس في حوض الاستحمام المليء بالماء البارد لمدة يومين على الأقلّ. الأسوأ من ذلك هو أنّك سوف تصبح أكثر عرضة لمرض سرطان الجلد في المستقبل. فهل تبدو الأيام التي نقضيها على الشاطئ بأنّها تستحقّ كلّ تلك المعاناة، ربمّا! من يعلم؟
هناك من يحرص على اتباع تعليمات العناية بالبشرة واستخدام الكريم الواقي من الشمس بشكل متكرر في كلّ مرّة يتواجد فيها على الشاطئ، هؤلاء الأشخاص يتميّزون بالمسؤولية تجاه أنفسهم ونعتقد بأنّهم يستحقّون أن نقدّم لهم تركيبة من واقي الشمس لتحمي بشرتهم من الأشعة الضارّة وتدوم لأطول فترة ممكنة بدلاً من إعادة وضع الكريم الواقي كلّ 40 أو 80 دقيقة حسب التعليمات المتّبعة.
لفعل ذلك، يرى العلماء بأنّ تطوير مثل هذه التركيبة يستلزم النظر بالمقام الأوّل إلى طريقة عمل الكريم الواقي من الشمس ولماذا يعمل بهذه الطريقة بالذاّت دون غيرها. ففي النتائج التي قام مجموعة من العلماء من جامعة هارويك بعرضها في المؤتمر الصحفي المقام في الاجتماع الوطني ومعرض الجمعية الأمريكيّة للكيمياء (ACS) يقول البروفيسور فاسيلوس ستافرز المتخصص في الكيمياء الفيزيائية: " وجود الكريم الواقي من الشمس منذ مدّة طويلة لا يعني بأنّنا قد توصلنا كعلماء لمعرفة كلّ شيء عن طريقة عمله، لكن إذا نجحنا في دراسة كيفية امتصاص جزيئات الكريم الواقي للأشعة الشمسيّة، سننجح في تغيير تلك الجزيئات بطريقة تجعلها تمتص المزيد من الطاقة ونحمي هذه الجزيئات من التحلل. في تلك الحالة، لا يعود هناك حاجة لإعادة استخدام الواقي الشمسي كلّ 40 دقيقة مثلاً".
لذلك، قام فريق البحث بتفكيك المكوّنات الموجودة في عبوة من الكريم الواقي من أشعّة الشمس من إحدى المتاجر للتعرّف على كيفية عمل العناصر المكوّنة فيه. كان المرشّح الكيميائي الموجود في الواقي الشمسي هو المكوّن الأوّل الذي تمّ دراسته، حيث تقوم جزيئاته بامتصاص الأشعة فوق البنفسجيّة وتعيد إرسال الطاقة الممتصة على شكل حرارة.
في دراسة لعشرة أنواع من هذه المرشّحات الكيميائيّة من أنواع مختلفة من عبوات الواقي الشمسي وجد أنّه بدلاً من انتقال هذه المكوّنات الحالة الكترونيّة أكثر نشاطاً بعد امتصاص الأشعة وتحويلها إلى حرارة فقد بقيت في حالتها العاديّة أو حتّى تحطّمت وانتهى أمرها بإصدار إلكترونات غير مشحونة، وهذا بالطبع ما لا تحتاجه حين تقوم بمحاولة حماية بشرتك لأطول فترة ممكنة.
ولتجنّب ذلك، قام فريق ستافرز بإجراء اختبارات بهدف إيجاد طريقة لمنع هذه المرشّحات الكيميائية من التوقّف عن العمل بصورة فعّالة بعد وقت قصير، حيث تمّت دراسة سلوك المرشحات الكيميائيّة الموجودة عادة في الواقي الشمسي مثل الأوكسي بنزون "Oxybenzone" لمعرفة طريقة انتقاله من الحالة النشطة وحتى انتهاء تلك الحالة بمحاكاة للطاقة الشمسيّة عن طريقة تعريضه لأشعة الليزر. وجد الباحثون أنّه عند تعريض الأوكسي بنزون "Oxybenzone" لأشعة الليزر فإنّه يبقى في الحالة النشطة لمدّة %10 من الوقت. بمعرفة ذلك، يأمل العلماء بأن يقوموا بالتقليل من حروق الجلد عن طريق تطوير واقي شمسي أكثر فاعليّة حيث يقول ستيفرز: "حين يكون المرشّح الكيميائي في الحالة النشطة فإنّ ذرّاته تدور في مدارات معيّنة، فإذا قمنا بتغيير هذه الدورات عن طريقة إضافة مجموعات كيميائيّة مختلفة فأنّنا نستطيع تمكين هذا المكوّن من العودة إلى حالة الاستقرار".
نأمل إذاً أن ينتج عن هذه الأبحاث واقي شمسي يدوم لمدّة أطول كي تكون الرحلة إلى الشاطئ بعد الآن أكثر استرخاء وأقلّ عرضة للحروق والتقرّحات والتقشر وبذلك أقلّ ألماً.
المصدر