إن إعادة التدوير مفهوم بسيط للغاية، فهو يعني أن تأخذ شيئاً لم تعد له أيّة حاجة وتقوم بتحويله لشيء جديد يمكن إعادة استعماله بدلاً من التخلّص منه. لإعادة التدوير نطاقات واسعة، فيمكن أن تستخدم إعادة التدوير لتحويل الأوراق القديمة إلى جديدة، أو تحويل غطاء إطار السيارة القديم إلى حوض مزيَّن للطيور، لكن بإمكان إعادة التدوير أن تصبح عمليّة معقدّة حيث تتداخل مع البيئة والسياسة والاقتصاد وحتّى مع أنماط السلوك البشري،لتلعب دور كبير في النهاية في مستقبل هذا الكوكب.
سوف نتعرّف من خلال هذه المقالة على ماهيّة هذه العمليّة، لماذا وكيف تتمّ عمليّة إعادة التدوير، وبعض الانتقادات الموجّهة لطريقة تطبيق هذه العمليّة.
بداية، ماذا نعني بإعادة التدوير؟
تأخذ إعادة التدوير العديد من الأشكال، في إيجاد استخدام جديد لأيّ شيء مستعمل وقديم على نطاق ضيّق هو بمثابة عمليّة إعادة تدوير تقوم بها، مثلاً، باستطاعتك تحويل علب حبوب الإفطار إلى حمّالات للمجلاّت.
تصبح إعادة التدوير أكثر أهميّة على نطاق أكبر حيث إنّه يتمّ جمع أشياء مستخدمة قديمة وإعادة تحويلها إلى مواد خام ليتمّ صناعة منتجات جديدة باستخدام تلك المواد الخام، علب الألمنيوم و الورق المكتبي والفولاذ من البنايات القديمة والحاويات البلاستيكيّة هي بمثابة أمثلة لمواد يتمّ إعادة تدويرها في العادة بكميّة كبيرة عن طريق برامج تقوم بها البلديّات لتشجيع المواطنين على فرز هذه المواد في حاويات خاصّة.
من الجدير بالملاحظة أنّه من النادر أن يشبه المنتج الذي مرّ بهذه العمليّة بشكل مطابق للمنتج المصنوع من مادّة خام أصليّة، فالورق الذي تمّ تدويره مثلاً يحتوي على بقايا الحبر وتكون أليافه أقصر من الورق المصنوع من لبّ الخشب مباشرة، لذلك لا يفضّل استخدامه في بعض المجالات كورق ماكينات الطباعة.
في هذه الحالة، حين يكون المنتج المعاد تدويره أقلّ جودة من المنتج الأصلي، يطلق على هذا المنتج "منتج درجة منخفضة X"، وكلّما انخفضت هذه الدرجة (X)على سلم إعادة التدوير تصبح إمكانية إخضاعه لهذه العمليّة مرّة أخرى أكثر صعوبة، فمثلاً، بعد إعادة تدوير الورق لعدد معيّن من المرّات يصبح غير قابل للاستخدام.
ترتفع درجة المنتج الذي أعيد تدويره في بعض الحالات ليصبح "منتج درجة مرتفعة"، لأنّه يُحوَّل لمنتج أكثر قيمة من المنتج الأصلي، مثال على ذلك ما تقوم به إحدى الشركات من صناعة لقطع أثاث فنيّة وراقية من المجلاّت القديمة وعبوات الألمنيوم.
المصدر