إذا كان هنالك معدناً لم يتوقع له أحد أيّ فائدة فهو الألمنيوم. فرغم أنّ صنّاع الفخّار الفارسيين كانوا قديماً يضيفونه إلى الصلصال لجعل الفخار أكثر قوّة، إلّا أنّه لم يتمّ اكتشاف الألمنيوم الخالص حتّى عام 1825. في ذلك الوقت، كان النّاس يقومون باستخدام العديد من المعادن وخلطتها مثل البرونز منذ آلاف السنين.
بقي مستقبل الألمنيوم غير واضح حتّى بعد اكتشافه، فالكيميائيون لم يتمكّنوا من استخلاص سوى مليغرامات قليلة منه، وهذه الندرة جعلته مساوياً للذهب والفضّة كأحد أكثر المعادن ثمناً في ذلك الوقت. وحتّى عام 1884، لم يتجاوز إنتاج الولايات المتحدة من الألمنيوم أكثر من 125 باونداً أو ما يعادل ال 57 كيلوغرام.
لكنّ ذلك كلّه تغيّر في عام 1886، حيث قام الأمريكي تشارلز مارت هول والفرنسي باول ل.ت. هيرولت واللذان عملا بصورة مستقلّة باختراع طريقة تدعى "الاختزال الكهربائي" استخلاص الألمنيوم من أكسيد الألمنيوم. تعتمد هذه الطريقة على كميّة هائلة من الطاقة الكهربائية لكنّها في الوقت ذاته تعمل على انتاج هذا المعدن الفضّي المائل إلى الأبيض بكميّات كبيرة. في حلول عام 1891 وصل إنتاج الألمنيوم لأكثر من 300 طن أو ما يعادل (272 طنّ متري) .
هذا الاكتشاف جعل الألومنيوم يشقّ طريقه نحو مجموعة كبيرة من الصناعات ابتداءاً من أواني الطعام إلى المصابيح الكهربائية وخطوط الكهرباء والسيارات والدراجات النارية.
يتواجد الألمنيوم في أيامنا هذه وبعد مرور عقد من الزمن في كلّ مكان، حيث تنتج الولايات المتحدة سنويّاً ما يزيد عن 5.6 مليون طن، أي ما يعادل الـ 5.1 طن متري. حصّة كبيرة من هذه الكمية تذهب لصناعة عبوات الجعة والصودا وغيرها من المشروبات بمعدّل 300 مليون عبوة يوميّاً أي 100 بليون عبوة سنويّاً، وهي كميّة ضخمة بالنسبة لمعدن لم يتمّ اكتشافه سوى في مرحلة متأخرة من التاريخ.
المصدر