إنّ الشخص الذي وضع نقطة انطلاق ضربة الجزاء على بعد 12 يارد من خط المرمى يعرف بدون أدنى شك الكثير عن ردّات الفعل البشرية. تستغرق ضربة الجزاء عادة نصف الثانية لقطع تلك المسافة وهو مقدار ردّ الفعل الطبيعي للإنسان أيضاً.
لاختبار التحدي الذي يواجهه حارس المرمى في تلك اللحظة أحضر عملة معدنية وقم بحملها على مستوى الكتف. إنّ مقدار الوقت الذي تحتاجه القطعة المعدنية للوصول إلى الأرض هو نفسه الذي يحتاجه حارس المرمى لتحديد اتجاه الكرة والتوجه إليها ومن ثمّ إيقافها.
إنّ حارس المرمى لن يستطيع صدّ هذه الكرة إلّا إن قام بتخمين الجهة التي ستسلكها الكرة. تقول الإقتراحات أنّ الحراس الجيدين ينجحون في صدّ ضربة واحدة من بين كلّ خمس ضربات جزاء خلال دوري أبطال أوروبا، وهو ما يعادل 20% من الضربات.
إنّ الدراسات التي تناولت أفضل حرّاس المرمى في العالم أظهرت أنّهم يقومون بحركتهم الأولى في أول 100 ميلي ثانية قبل ضرب الكرة معتمدين في تحرّكهم على وضع الساقين والقدمين للاعب الذي يقوم بتنفيذ الضربة.
تقول أبحاث علماء الرياضة أنّ المفتاح الأهم يكمن في توجيه الورك والقدمين. يظهر التحليل أنّه وقبل تنفيذ الضربة فإنّ اللاعب يقوم بوضع القدم التي لن تقذف الكرة في اتجاه الضربة النهائيّة.
يقول البروفسور "إيان فرانكس" وزملاؤه في جامعة كولومبيا البريطانيّة أنّ قاعدة "مراقبة القدم الأخرى" تكون صحيحة بنسبة 80-85% من الوقت، كما أنّها تعطي الحارس 200 ميلي ثانية إضافية للاستعداد قبل تنفيذ الضربة.
قد يكون ذلك الوقت هو الفاصل ما بين الربح والخسارة.