الفرق بين القنبلة الذرية والقنبلة الهيدروجينيّة
إن القنبلة الهيدروجينية والقنبلة الذرية نوعان من الأسلحة النووية، لكنّهما مختلفان جدًا عن بعضهما البعض. إنّ القنبلة الذرية هي جهاز انشطار، في حين تستخدم القنبلة الهيدروجينية الانشطار لبدء تفاعل الاندماج. يعني هذا أنّه يمكن استخدام القنبلة الذرية كزناد للقنبلة الهيدروجينية.
لنلقي نظرة على تعريف القنبلتين ونفهم الإختلاف بينهما:
تعريف القنبلة الذرية
القنبلة الذرية هي سلاح نووي ينفجر بسبب الطاقة العظيمة التي يطلقها الانشطار النووي. يُعرف هذا النوع من القنابل أيضًا باسم "القنبلة الانشطارية". إنّ كلمة "ذرية" ليست دقيقة تمامًا، لأنّ نواة الذرة هي فقط ما يشارك في الانشطار (البروتونات والنيوترونات)، بدلا من اشتراك الذرة بأكملها أو إلكتروناتها.
تعطي المادة القادرة على الانشطار (المادة انشطارية) كتلة فوق الحرجة supercritical mass، وهي النقطة التي يحدث فيها الانشطار. يمكن تحقيق ذلك إما عن طريق ضغط المواد "دون الحرجة" sub-critical mass باستخدام المتفجرات أو بإطلاق جزء واحد من كتلة حرجة إلى أخرى. إنّ المادة الانشطارية هي عبارة عن اليورانيوم المخصب أو البلوتونيوم. يمكن أن يتراوح إنتاج الطاقة من التفاعل إلى ما يعادل حوالي طن- 500 كيلو طن من مادة TNT المتفجرة. تقوم القنبلة أيضًا بإطلاق شظايا انشطارية مشعة تنتج عن النوى الثقيلة التي تتكسر إلى نوى أصغر.
تنتج التأثيرات النووية بشكل رئيسي من شظايا الانشطار.
تعريف القنبلة الهيدروجينيّة
إنّ القنبلة الهيدروجينية نوع من الأسلحة النووية التي تنفجر من الطاقة المكثفة الناتجة عن الاندماج النووي، ويمكن أيضًا أن يُطلق عليها أسلحة حرارية نووية. تنتج الطاقة من انصهار نظائر الهيدروجين (الديوتيريوم والتريتيوم).
تعتمد القنبلة الهيدروجينية على الطاقة المنبعثة من تفاعل انشطاري لتسخين وضغط الهيدروجين لتحفيز الاندماج، والذي من الممكن أن يولد تفاعلات انشطارية إضافية. يأتي نصف إنتاج القنبلة من انشطار اليورانيوم المنضب depleted uranium في جهاز نووي حراري كبير. إن تفاعل الاندماج لا يسهم في الواقع في التأثيرات، ولكن تولد القنابل الهيدروجينية قدراً مساوياً مما تولّده القنبلة الذرية على أقلّ تقدير لأن التفاعل ناجم عن الانشطار ويؤدي إلى المزيد منه. يمكن للقنابل الهيدروجينية أن تنتج طاقة أعلى بكثير من القنابل الذرية، أي ما يعادل ميجاطن من مادة تي إن تي TNT. كانت "قنبلة القيصر" وهي أكبر سلاح نووي تم تفجيره على الإطلاق عبارة عن قنبلة هيدروجينية بانتاج يقدر ب 50 ميجاطن.
القنبلة الذرية والقنبلة الهيدروجينيّة
يطلق كلا النوعين من الأسلحة النووية كميات هائلة من الطاقة من كمية صغيرة من المادة، ويطلقان معظم طاقتهما من الانشطار مما ينتج عنه تداعيات إشعاعية. تنتج القنبلة الهيدروجينية كميّات أكبر ويكون بناؤها أكثر تعقيدًا.
أنواع أخرى من الأجهزة النووية
هناك أنواع أخرى من الأسلحة النووية بالإضافة إلى القنابل الذرية والقنابل الهيدروجينية:
القنبلة النيوترونية : تعتبر القنبلة النيوترونية سلاحًا نوويًّا حراريًّا مثل القنبلة الهيدروجينية. إن الانفجار الناتج عن القنبلة النيوترونية صغير نسبيًّا، ولكن يتم إطلاق عدد كبير من النيوترونات بسببه.
في حين يتم قتل الكائنات الحية بواسطة هذه الأداه، فإنّه يتم إنتاج كمية أقل من التأثيرات، ويزيد احتمال بقاء الهياكل المادية سليمة.
القنبلة المملحة: إنّ القنبلة المملحة هي عبارة عن قنبلة نووية محاطة بالكوبالت والذهب وغيرها من المواد الأخرى. ينتج الإنفجار كمية كبيرة من التأثيرات الإشعاعية طويلة المدى. يمكن استخدام هذا النوع من الأسلحة كسلاح "يوم القيامة"، حيث يمكنه أن ينهي الحياة على سطح الأرض.
قنبلة انصهارية نقية: إنّ القنابل الانصهارية النقية هي عبارة عن أسلحة نووية تنتج تفاعل اندماج دون مساعدة من قنبلة انشطارية. لا ينتج عن هذا النوع من القنابل عواقب إشعاعية كبيرة.
سلاح النبضة الكهرومغناطيسية (EMP) : تهدف هذه القنبلة إلى إنتاج نبضة كهرومغناطيسية نووية تستطيع تعطيل المعدات الإلكترونية. ينتج جهاز نووي ينفجر في الغلاف الجوي نبضة كهرمغنطيسية كروية.
إنّ الهدف من هذا السلاح هو تدمير الإلكترونيات على مساحة واسعة.
القنبلة المضادة: إنّ القنبلة المضادة من شأنها أن تطلق الطاقة من "تفاعل الإبادة" annihilation reaction الذي ينتج عن تفاعل المادة والمادة المضادة. لم يتم إنتاج مثل هذا الجهاز بسبب صعوبة تجميع كميات كبيرة من المادة المضادة.
المصدر