الفلك

اللون البرونزي الذي ستكتسبه هذا الصيف قادم من مجرّة بعيدة

 


عندما نذهب للشاطئ، قد نجلس تحت المطلاّت ونضع الواقي الشمسي، فكلّ منّا قد جرّب شعور حروق الجلد من قبل، حرفيّاً.
وجودنا في الخارج يتضمّن تعرّضنا للفوتونات بشكل دائم، فهي حاملات الطاقة التي تشغّل هذا العالم رغم صغرها. عندما تصطدم هذه الفوتونات بالجلد، قد تسبب لنا إمّا اللون البرونزي الجميل أو حروق البشرة. فحوالي واحد من 16 من أجزاء هذا الفوتون والتي تساوي 1 متبوع ب 21 صفراً (1.000.000.000.000.000.000.000) والتي يستقبلها الشخص عند تعرّضه للشمس في كلّ ثانية هي في الحقيقة قادمة إلينا من النجوم. لكن حسب دراسة جديدة في مجلّة الفيزياء الفلكيّة فإنّ اللون البرونزي الذي ستحصل عليه هذا الصيف قد يكون بعضه من مكان ما من نجوم المجرّات.
قام باحثون من "مركز بحوث علم الفلك الراديوي" (ICRAR) بقياس "الأشعّة الخلفيّة اللامجريّة" والتي تصل لكوكبنا طوال الوقت، حيث قاموا بقياس فوتونات من أطوال موجيّة مختلفة والتي تتباين من كونها موجات قصيرة ترغب بحماية بشرتك منها وأخرى طويلة لا تستدعي أن تلقي لها بالا، فوجدوا بأنّنا طوال تواجدنا خارج المنزل نتعرّض لحوالي عشرة بلايين موجة قصيرة من فوتونات مصدرها قادم من خارج المجرّة في كلّ ثانية بما في ذلك خمسة بليون فوتون قادم من الثقوب السوداء. هذا يعني بأنّ حوالي واحد من عشرة ترليون من لون بشرتك البرونزي صيفاُ قادم من خارج المجرّة.
يقول سايمون درايفر، مؤلف الدراسة وعالم الفيزياء الفلكية المختص بالأشعة الخلفيّة اللامجريّة: "تأتي هذه الفوتونات من مراكز النجوم في المجرّات البعيدة، ومن المادّة التي تدور بشكل حلزوني باتجاه الثقوب السوداء الضخمة".
قام فريق البحث بقياس هذه الإشعاعات القادمة من خارج المجرّة باستخدام معلومات حصلوا عليها من الشبكة الدولية لمراصد الفضاء الدولية بما فيها كلّ من مرصد هابل وسبيتزر ومرصد ناسا لبحث تطوّر المجرّة ومرصد الدراسات واسعة المجال للأشعة تحت الحمراء.
في المقابل، وحسب البروفيسور روجر ويندهورست من مدرسة جامعة ولاية أريزونا لاستكشاف الأرض والفضاء، فنحن لسنا بحاجة لإضافة حروق الشمس لقائمة الأشياء التي يجب أن نقلق بشأنها، حيث إنّ غبار المجرّات الموجود في الفضاء يقطع الأشعة البنفسجيّة المنبعثة من أجسام كبيرة قادمة من مسافات كبيرة من الفضاء إلى نصفين. ويكمل: "تزوّدنا المجرّات بمرطّب حماية طبيعي عن طريق اللون البرونزي الذي نكتسبه خلال الصيف بعامل حماية من الشمس يبلغ اثنين".

 

 

 

المصدر 

 

النشرة البريدية

الرجاء تعبئة التفاصيل ادناه لتلقي نشرتنا البريدية