الفلك

بحار الصيف المظلمة: صورة توضّح ضوء الشمس الذي يغطّي شمال قمر زحل "تيتان"

 

التقطت المركبة الفضائية كاسيني التابعة لناسا صورة لغيوم الميثان التي تطفو فوق البحار الهيدروكربونية في صورة جديدة رائعة من قمر زحل "تيتان" الضخم.
يمكن اعتبار هذه الصورة بطاقة بريد صيفيّة تمّ التقاطها بواسطة المركبة كاسيني في حزيران عام 2017، أي بعد أسبوعين من وصول الصيف الشمالي في نظام زحل. تقع البحار المظلمة التي تظهر في الصورة التي تم إصدارها حديثا بالقرب من القطب الشمالي لقمر تيتان، وهي مغطاة بالظلام في جزء من مهمة المركبة كاسيني.

من الجدير بالذكر أنّ كوكب زحل يستغرق (29.5) سنة من سنوات الأرض في دورانه حول الشمس، وهذا ما يجعل مواسم كوكب الحلقات زحل والقمر تيتان تستمرّ لما يقارب ال (7.5) سنة.

قال مسئولون من وكالة ناسا أن المركبة كاسيني كانت على بعد حوالي 31 ألف ميل (507 ألف كيلومتر) من تيتان عندما التقطت الصورة.
يعدّ تيتان ثاني أكبر قمر في النظام الشمسي بعد قمر غانيميد لكوكب جوفيان (المشتري) بعرض يبلغ ال 3.200 ميل ( 5.150كم). يمتلك تيتان غلافاً جويّاً كثيفا يهيمن عليه النيتروجين ونظام حالة جويّة قائم على الهيدروكربون حيث يتدفق الإيثان السائل ومطر الميثان من السماء في الأنهار ويتجمع في البحار والبحيرات الكبيرة.
يعدّ القمر تيتان الجرم السماوي الوحيد إلى جانب الأرض في النظام الشمسي حيث يُعرفان بوجود كتل مستقرة من السائل على سطح كلّ منهما.
بدأت بعثة كاسيني في عام 1997 وتبلغ تكلفتها 3.2 مليار دولار وهي جهد مشترك بين وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الإيطالية، ووصلت إلى نظام زحل في عام 2004.

ضمّت بعثة المركبة الفضائيّة كاسيني مسباراً مخصصاً للدخول في الغلاف الجوي يدعى هايجنز ونجح في الهبوط على سطح القمر تيتان في كانون الثاني من عام 2005.
استمر المسبار في التحليق حول مدار زحل وقام بدراسة الكوكب العملاق وحلقاته المميّزة وأقمار كثيرة أخرى.
أُنجز هذا العمل تقريباً في نيسان، حيث تعدّ المركبة كاسيني المركبة الأولى من نوعها من بين 22 مركبة أخرى والتي تعمّقت بين قمم سحب كوكب زحل وحلقاته. ستستمرّ هذه العمليّة لعدة أشهر أخرى إلى أن تنطلق المركبة إلى زحل وتغوص بشكل نهائي ومتعمّد إلى أن يتمّ تدميرها في الخامس عشر من أيلول من نفس العام.
قال مسئولون من ناسا أن هذه المناورة مصممة لضمان عدم قيام المركبة كاسينى بتلويث القمر تيتان أو سادس أكبر أقمار الكوكب زحل "إنسيلادوس"، حيث تعتقد ناسا بأنّ كلا هذين القمرين قادرين على دعم الحياة بوجود ميكروبات شبيهة بالميكروبات على سطح الأرض.


الفيديو 

 

 المصدر 

النشرة البريدية

الرجاء تعبئة التفاصيل ادناه لتلقي نشرتنا البريدية