الفلك

عمر القمر أكبر مما كان يعتقده العلماء

 

 تشكّل القمر قبل 4.51 مليار سنة، أيّ قبل ملايين السنين مما كان يُعتقد سابقاً.

يظهر في الصورة رائد الفضاء "آلان ب. شيبارد" الابن على سطح القمر في عام 1971 مع بعثة أبولو 14.
يذكر فريق بحث جامعة كاليفورنيا أنّ عمر القمر يبلغ 4.51 مليار سنة على الأقل، أو 40 مليون إلى 140 مليون سنة أكبر مما كان يعتقده العلماء سابقاً.
نُشرت النتائج المعتمدة على تحليل معدن الزركون من القمر في الحادي عشر من كانون الثاني لعام 2017 في مجلة "تقّدم العلوم" Science Advances، والذي تمّ إحضاره إلى الأرض من قبل بعثة أبولو 14 في عام 1971.
كان عمر القمر موضوعاً مثيراً للجدل بشكل كبير على الرغم من أن العلماء قد حاولوا تسوية المسألة على مدى سنوات عديدة واستخدموا مجموعة واسعة من التقنيات العلمية.
تقول "ميلاني باربوني" المؤلفة الرئيسيّة للدراسة وعالمة الكيمياء الجيولوجية البحثية في قسم علوم الأرض والكواكب والفضاء التابع لجامعة كاليفورنيا: "لقد قمنا أخيراً بحصر عمر الحد الأدنى للقمر، لقد كان هناك وقت كنّا نظنّ فيه بأننا نعرف عمر القمر الحقيقي، ولكنّنا نعرفه الآن بشكل أفضل".
أوضح فريق جامعة كاليفورنيا من المختصين بالجيوكيميائيّة وزملاء آخرين في عام 2016 بأنّه قد تم تشكّل القمر عن طريق تصادم عنيف بين الأرض القديمة في أوّل تكوّنها و "جنين كوكبي" يدعى ثيا.
يدلّ البحث الجديد على أنّ القمر قد تشكّل حوالي 60 مليون سنة بعد ولادة النظام الشمسي ، وهي نقطة مهمة لأنها ستوفر معلومات هامة لعلماء الفلك وعلماء الكواكب الذين يسعون إلى فهم التطور المبكر للأرض ونظامنا الشمسي.
تقول باربوني أنّ هذه مهمة صعبة لأنّ "كل ما كان هناك قبل الاصطدام العملاق قد انمحى"، ففي حين أن العلماء لا يعرفون ما حدث قبل الاصطدام مع ثيا، إلّا أنّ هذه النتائج مهمة للغاية لأنها سوف تساعد العلماء على ربط الأحداث الرئيسية التي تلت ذلك ببعضها البعض.
يصعب تحديد عمر صخور القمر في العادة لأن معظمها يحتوي على خليط من شظايا صخور أخرى متعددة، ولكن باربوني كانت قادرة على تحليل ثماني قطع من معدن الزركون في حالتها البدائيّة، فقد درست كيفيّة تآكل اليورانيوم الذي يحتوي عليه هذا المعدن وتحلله إلى رصاص في مختبر في جامعة برينستون، وكيفيّة تحلل اللوتيشيوم في هذا المعدن إلى عنصر يسمى هافنيوم باستخدام مطياف الكتلة في جامعة كاليفورنيا. قام الباحثون أيضاً بتحليل هذه العناصر مجتمعة لتحديد عمر القمر.
يقول "كيفن ماكيجان" وهو أستاذ في الكيمياء الجيولوجية والكيمياء الكونية في جامعة كاليفورنيا ومؤلف مشارك في الدراسة: "يُعتبر الزركون أفضل الساعات في الطبيعة". ويضيف: "يُعتبر هذا المعادن أفضل المعادن في الحفاظ على التاريخ الجيولوجي والكشف عن مكان نشأة المعدن".
أدى اصطدام الأرض مع ثيا إلى خلق قمر سائل تصلّب فيما بعد، ويعتقد العلماء أن معظم سطح القمر كان مغطى بالصهارة مباشرة بعد تشكّله. تكشف قياسات اليورانيوم والرصاص عن وقت ظهور الزركون لأول مرة في أوّل محيط صهاري على سطح القمر والذي برد في وقت لاحق وشكّل دثار القمر والقشرة، وتكشف قياسات اللوتيتيوم والهفنيوم عن وقت تشكّل هذه الصهارة، وهو ما حدث في وقت سابق.
قال "إدوارد يونج" وهو أستاذ في الكيمياء الجيولوجية والكيمياء الكونيّة في جامعة كاليفورنيا ومؤلف مشارك في الدراسة: "كانت ميلاني ذكيّة جداً في معرفة التاريخ الحقيقي للقمر والذي يعود تاريخه إلى ما قبل تاريخ تصلّبه، وليس بعد ذلك".توصّلت الدراسات السابقة إلى عمر القمر على أساس صخور القمر التي كانت غير نقيّة بسبب الاصطدامات المتعددة. يقول ماكيجان أن هذه الصخور تشير إلى تاريخ بعض الأحداث الأخرى "ولكن ليس عمر القمر".يواصل باحثو جامعة كاليفورنيا دراسة الزركون الذي تمّ إحضاره إلى الأرض من قبل رواد الفضاء على متن البعثة أبولو لدراسة التاريخ المبكر للقمر.
 

 

المصدر

 

النشرة البريدية

الرجاء تعبئة التفاصيل ادناه لتلقي نشرتنا البريدية