الصحة

فقدان السمع قد يكون مرتبطاً بانخفاض مستويات الحديد

 


عندما يعاني النّاس من انخفاض في مستويات الحديد في الدمّ، يتطوّر عن هذه الحالة حالة طبيّة تدعى ب"فقر الدم الناجم عن عوز الحديد" والتي تسبب العديد من النتائج على الجسم. آخر هذه النتائج هو ما توصّلت إليه دراسة جديدة تقترح وجود علاقة ما بين انخفاض مستويات الحديد في الدم وفقدان السمع.
في هذه الدراسة، أظهر الأشخاص الذين عانوا من "فقر الدم الناجم عن عوز الحديد" إمكانيّة تعرّضهم لفقدان السمع بشكل مضاعف والتي تدعى ب "فقدان السمع المختلط" مقارنة بالذين لا يعانون من "فقر الدم الناجم عن عوز الحديد" حسب هذه الدراسة.

تناول الباحثون في الدراسة التي نشرت في التاسع والعشرين من شهر كانون أوّل في مجلّة "JAMA لجراحة الأنف والأذن والحنجرة- جراحة الرأس والرقبة" معلومات السجلات الطبيّة لأكثر من 300 ألف شخص بالغ في هيرشي، بنسلفانيا. تتراوح أعمار عيّنة الدراسة ما بين ال 21 عاماً ل 90 عاماً بمتوسط عمر يساوي ال 50. قام الباحثون بتحديد الأشخاص الذين يعانون من "فقر الدم الناجم عن عوز الحديد" أو أيّ تشخيص آخر له علاقة بفقدان السمع معتمدين في ذلك على السجلاّت الطبيّة.

قسّم فقدان السمع إلى ثلاثة أقسام:
1- فقدان المسع الحسّي العصبي الناتج عن فقدان أو تلف في الخلايا السمعيّة التي تصل ما بين الأذن والدماغ في الأذن الداخلية.
2- فقدان السمع التوصيلي حيث يحدث عندما لا يصل الصوت خلال الأذن بشكل صحيح.
3- فقدان السمع المختلط والذي يعدّ خليطاً من النوعين السابقين.

وجد الباحثون بأنّ من يعانون من "فقر الدم الناجم عن عوز الحديد" كانوا أكثر عرضة للإصابة بفقدان السمع المختلط ب 2.4 مرّات و 1.8 مرّة للإصابة بفقدان السمع الحسي العصبي مقارنة بغيرهم. في حين لم يجد الباحثون أيّ علاقة ما بين "فقر الدم الناجم عن عوز الحديد" وفقدان السمع التوصيلي حسب الدراسة.

اقترح بحث سابق عدّة أسباب وراء سبب كون "فقر الدم الناجم عن عوز الحديد" على علاقة بفقدان السمع وخاصّة فقدان السمع الحسي العصبي كما كتبت "كاثلين شيفر" طالبة الّدكتوراة في كلية ولاية بنسلفانيا في كلية الطب في الدراسة.

إنّ فقدان السمع الحسّي العصبي يمكن أن يتطوّر ليصبح ضرراً في الأوعية الدمويّة الصغيرة في الأذن وتعدّ هذه إحدى المخاطر التي يسببها "فقر الدم الناجم عن عوز الحديد". على سبيل المثال، لطالما كان "فقر الدم الناجم عن عوز الحديد" على صلة بالعديد من الاضطرابات الدموية والتي تسبب عادة مثل هذا الضرر لهذه الأوعية، كما أنّ هذه الحالة كانت على صلة بمشاكل متعلقة بـ المايلين أو النخاعين وهي مادّة عازلة تحيط بالخلايا العصبية بما فيها العصب الذي يصل ما بين الأذن والدماغ حسب ما كتبه الباحثون.

في النهاية، قام الباحثون باقتراح أن يكون "فقر الدم الناجم عن عوز الحديد" وراء فقدان السمع الحسّي العصبي دون أن يكون له علاقة بفقدان السمع التوصيلي. وجدت دراسة من تايوان على سبيل المثال أنّ هنالك علاقة ما بين "فقر الدم الناجم عن عوز الحديد" وفقدان السمع الحسي العصبي المفاجئ وهو نوع من فقدان السمع يحصل في غضون 72 ساعة فقط كما كتب الباحثون.
في المقابل، فإنّ فقدان السمع التوصيلي ينتج عادة بسبب مشاكل "ميكانيكيّة" مثل انسداد في الأذن كالانسداد الناتج عن شمع الأذن أو السوائل أو ثقب في طبلة الأذن، وهذا ما جعلهم ينفون وجود علاقة ما بين هذا النوع من فقدان السمع وما بين "فقر الدم الناجم عن عوز الحديد".
لاحظ المؤلفون بأنّ النتائج تقترح وجود علاقة ما بين "فقر الدم الناجم عن عوز الحديد" وبعض أنواع فقدان السمع لكنّها لا تثبت وجود علاقة "سبب ونتيجة" ما بين الحالتين. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك العديد من محددات الدراسة كما لاحظ المؤلفون. بالرغم من تمكّن الباحثين من تعديل النتائج مراعاةً للفروق بين الجنسين، إلّا أنّهم لم يتمكّنوا من دراسة عوامل مخاطر أخرى مثل فقدان السمع أو التدخين أو ضغط الدم المرتفع أو السكري. لذلك، فإنّ هنالك حاجة لإجراء مزيد من الأبحاث لاستخلاص التأثيرات المحتملة لهذه العوامل.
إنّ "فقر الدم الناجم عن عوز الحديد" قد يتمّ علاجه باستخدام مكمّلات الحديد، لذلك، فإنّ الدراسات المستقبليّة يجب أن تركّز على إمكانيّة قيام هذه المكمّلات بمنع حدوث فقدان السمع كما كتب الباحثون.

 

 

المصدر 


 

النشرة البريدية

الرجاء تعبئة التفاصيل ادناه لتلقي نشرتنا البريدية