الصحة

التستوستيرون وراء كون النساء أكثر عرضة للربو

 

 

 

كشف فريق بحثي دولي للمرة الأولى أن التستوستيرون يحمي الذكور من الإصابة بالربو، مما يساعد على تفسير سبب احتمال إصابة الإناث بالربو مرتين أكثر من الذكور بعد سن البلوغ.
أظهرت الدراسة أن التستوستيرون يقمع إنتاج نوع من الخلايا المناعية التي تؤدي إلى الربو التحسسي. قد تؤدي هذه النتيجة إلى علاجات جديدة للربو وأكثر استهدافاً له.
يعاني واحداً من كل تسعة أستراليين (2.5 مليون شخص) وتقريباً واحد من كل 12 أمريكياً (25 مليون) من الربو، وهي حالة التهاب المجرى التنفسي. تنتفخ الشعب الهوائية أثناء نوبة الربو وتضيق مما يجعل عمليّة التنفس أمراً صعباً. يكون الربو أكثر انتشارا في البالغين وأكثر حدة لدى النساء مقارنة بالرجال على الرغم من كونه أكثر شيوعاً لدى الأولاد مقارنة بالفتيات قبل سن البلوغ.
شهدت مدينة ملبورن في أستراليا في عام 2016 حدث "ربو عاصفة رعدية" وكان ذلك حدثاً غير مسبوق دولياً سواءً في نطاق أو في شدة العواقب وأدى إلى ذهاب ما يقارب 10,000 للمستشفيات على مدى يومين. يُشير مصطلح "ربو العواصف الرعدية" إلى الربو التحسسي والذي يُعتقد بأنّه يبدأ كحساسيّة لحبوب اللقاح، ويعاني بسببه كثير من الناس الذين لا يعانون من تاريخ في الربو من نوبات ربو حادّة.
قام الدكتور "سيريل سيليت" والأستاذ "غابرييل بيلز" من معهد مبنى والتر وإليزا في ملبورن مع الدكتور "جان شارل غيري" وفريقه في مركز فيسيوباثيا تولوز-بوربان في فرنسا بالإشراف على هذه الدراسة التي نشرت في الثامن من أيّار من عام 2017 مجلة الطب التجريبي Journal of Experimental Medicine.
يقول الدكتور سيليت أنّنا توقّعنا أن تلعب الهرمونات دوراً هاماً في حدوث وشدة الربو لدى النساء. يقول الدكتور سيليت: "هناك ملاحظة سريرية مثيرة جداً للاهتمام وهي أنّ النساء أكثر تأثراً ويتطوّر لديهنّ الربو بطريقة أكثر حدة من الرجال، ولذلك حاولنا فهم سبب حدوث ذلك".
ويضيف: "أظهرت أبحاثنا أن تواجد مستويات عالية من هرمون التستوستيرون في الذكور يحميهم من تطوير الربو التحسسي، وقد حددنا أن التستوستيرون هو مثبط قوي للخلايا اللمفاوية الفطرية، وهي خلية وصفت حديثاً بكونها خليّة مناعية وارتبطت مع بدء الربو."
وجد فريق البحث أن الخلايا اللمفاوية الفطرية (ILC2s) استشعرت هرمون التستوستيرون وردّت عن طريق وقف إنتاج الخلايا.
يقول الدكتور سيليت: " يعمل التستوستيرون مباشرة في (ILC2s) عن طريق تثبيط انتشار هذه الخلايا". ويضيف: " يوجد عند الذكور خلايا (ILC2s) أقلّ في الرئتين وهذا يرتبط مباشرة مع انخفاض شدة الربو".
وجدت (ILC2s) في الرئتين والجلد وغيرها من أجهزة الجسم. تنتج هذه الخلايا البروتينات الالتهابية التي يمكن أن تسبب التهاب الرئة والضرر كرد على المشغلات المشتركة للربو التحسسي مثل حبوب اللقاح و عث الغبار ودخان السجائر وشعر الحيوانات الأليفة.
يقول البروفيسور بيلز أن فهم الآلية التي تسبب الاختلافات بين الجنسين في الربو التحسسي يمكن أن يؤدي إلى علاجات جديدة للمرض.
ويضيف بيلز: "إن العلاجات الحالية للربو الشديد مثل المنشطات تعتمد على أسس كثيرة ويمكن أن يكون لها آثار جانبية كبيرة".
يقول بيلز: "يوفر هذا الاكتشاف طريقة جديدة محتملة لعلاج الربو من خلال استهداف الخلايا التي تسهم بشكل مباشر في تطوير الربو التحسسي، وفي حين أن هناك حاجة إلى مزيد من البحوث، فإنّه يفتح إمكانية محاكاة هذا التنظيم الهرموني من خلايا (ILCs2 ) كوسيلة لعلاج أو منع الربو، وقد استخدمت أساليب مماثلة لاستهداف المسارات الهرمونية بنجاح لعلاج أمراض أخرى مثل سرطان الثدي".
 

 

 

المصدر 

النشرة البريدية

الرجاء تعبئة التفاصيل ادناه لتلقي نشرتنا البريدية