الصحة

كيف تنتقل الحكّة إلى الدّماغ

 

منطقة في جذع الدماغ تعمل بمثابة محطة انتقال بين الحبل الشوكي ووجهة غير معروفة حتى الآن للإحساس بالوخز.

تتبع العلماء الإحساس بالحكة إلى مكان لا يمكنك الوصول إليه.

يقوم الانزعاج من لدغة البعوض أو رد الفعل التحسسي بتنشيط الخلايا العصبية الحساسة للحكة في الحبل الشوكي. يقول الباحثون في الدراسة التي تمّ نشرها في الثامن عشر من آب من عام 2017 في دوريّة "علوم" Science أنّ هذه الخلايا العصبية "تتواصل" مع بنية بالقرب من قاعدة الدماغ تسمى "نواة الفقرة العضديّة" parabrachial nucleus وهي منطقة معروفة بتلقي معلومات عن الأحاسيس الأخرى مثل الألم والتذوق.

 

يُقرّب هذا الاكتشاف الباحثين خطوة أخرى نحو معرفة المكان الذي تنتهي به إشارات الحكّة. يقول المؤلف المشارك في الدراسة "يان-غانغ صن" وهو عالم الأعصاب في الأكاديمية الصينية للعلوم في شنغهاي: "إنّ هذه النواة هي مركز التتابع الأول ل [إشارات الحكة] القادمة للدماغ".

يقول صن بأنّ فهم طريقة معالجة هذه الإشارات من قبل الدماغ يمكن أن يوفر المساعدة للأشخاص الذين يعانون من حكة مزمنة في المستقبل، ففي حين أن الحكة المؤقتة النّاتجة عن لدغة إحدى الحشرات قد تكون مزعجة، إلّا أنّ الحكّة على المدى الطويل و"سلوك الحكّة الذي لا يمكن السيطرة عليها يمكن أن يسبب تلف الجلد بشكل خطير".

بحثت الدراسات السابقة في الطريقة التي يقوم بها مسجّل الحكّة أو الخلايا العصبية بنقل تلك الأحاسيس إلى الحبل الشوكي. يقول "تشو فنغ تشن" وهو مدير مركز دراسة الحكة في كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس أن كيفية انتقال هذه الإشارات إلى الدماغ لطالما كانت مسألة صعبة وقد كان هذا البحث بمثابة "خطوة رئيسية" نحو إيجاد حلّ لهذه المسألة.

تشير البحوث السابقة إلى أنّ هناك شبكة من الخلايا العصبية في الحبل الشوكي تتشابك فيها إشارات الحكة. أظهرت الخلايا العصبية في العمود الفقري والتي تقوم بإنتاج بروتين يُطلق عليه غاسترين والذي يقوم بإفراز مستقبل الببتيد أنّها مهمة في إرسال إشارات الحكة. لم ترتبط هذه الخلايا العصبية مباشرة بنواة الفقرة العضديّة PBN. وجد فريق صن بدلاً من ذلك أنّها "تتحدّث" مع الخلايا العصبية الأخرى التي ترسل رسائل إلى نواة الفقرة العضديّة .

وجد صن وزملاؤه أنّ القوارض قد أظهرت عند إعطائها حقن من العقار الذي يُحفّز الحكة التحسسية نشاطا أكبر في تلك الخلايا العصبية التي تربط الحبل الشوكي بنواة الفقرة العضديّة. قام الباحثون بجعل الخلايا العصبية الواصلة إلى نواة الفقرة العضديّة حساسة للضوء في تجربة أخرى، ثم قاموا باستخدام ضوء لوقف تلك الخلايا العصبية من إرسال الرسائل. أظهرت الفئران التي تمّ إعطاؤها دواء حكة أثار حكّة أقل عندما تم تعطيل تلك الخلايا العصبية.

من السابق لأوانه القول ما إذا كانت إشارات الحكة في البشر تتبع نفس الطريق أو ما إذا كانت جميع أنواع الحكة تأخذ نفس المسار. تختلف حكة الحساسية عن نوع الحكة التي تأتي كنتيجة لمسة خفيفة، وقد يتعامل الدّماغ بطريقة مختلفة مع كلا النّوعين.

لا تستطيع الفئران وصف الحكة التي تشعر بها على عكس البشر. يجب على العلماء الاعتماد على أدلة مثل الخدش ورد الفعل على الحكة بدلاً من الاعتماد على مقياس مباشر للإحساس نفسه. يثير هذا السؤال التالي: إذا كنت لا تشعر بالرغبة بأن تقوم بحكّ جلدك، فهل هذا يعني أنّه لا يوجد حكّة على الإطلاق؟
 

 

 

المصدر 

النشرة البريدية

الرجاء تعبئة التفاصيل ادناه لتلقي نشرتنا البريدية