هل من الممكن أن يعود شعاع من الضّوء إلى النّقطة الّتي انطلق منها بسبب الانحناء الزّمكاني؟ هل يعني هذا أنّه يُمكننا أن ننظر الى الفضاء ونرى ضوءًا انبعث من الأرض قبل فترة طويلة من الزمن؟ هل يمكننا أن نرى أنفسنا؟
كثيرًا ما تُستخدم هذه المُقارنة لوصف "شكل" الكون، ولكنّها مقارنة خاطئة، وبالتّالي أي استنتاجات تنبع منها ستكون خطأ أيضًا.
أوّلًا، بحسب قياساتنا، إنّ الكون مُسطّح. هذا يعني أنّ أشعّة الضّوء ستسافر بخطّ مُستقيم إلى الأبد، ولن تعود أبدًا. هناك بعض الأخطاء بهذا القياس أيضًا، لهذا، من الممكن أن يكون للكون شكل هندسي مفتوح أو مُغلق بشكل صغير. في الكون المفتوح انعكاسات الضّوء سوف تتباعد خلال السّفر ولن تعود أبدًا. في الكون المُغلق، ستعود أشعّة الضّوء في نهاية المطاف إن كان التّوسّع بطيئاً بما فيه الكفاية.
إن كان كوننا فعلًا مُغلقاً، فلن يعود الضّوء إلى نفس المكان الّذي انطلق منه. إنّ معدّل توسّع الكون سريع، ولهذا السّبب لن يتمكّن الضّوء من العودة إلى نقطة انطلاقه الأصليّة، وسيبتعد الضّوء عن مصدره إلى الأبد. بدأ هذا الأمر بالحدوث منذ بدأ التّضخّم، جزء من الثّانية قبل الانفجار الكونيّ، ولكن قد لا يكون قبل ذلك الحين.
يمكنك أن تتخيّل كونًا يختلف عن كوننا، حيث تكون وتيرة الاتّساع بطيئة أكثر. لربّما ستتمكّن أشعة الضّوء في كونٍ كهذا أن تعود إلى مصدرها، لو نجحوا في الوصول قبل انهيار الكون من جديد.
المصدر