يبدو بأنّ وصول المياه إلى كوكبنا لم يأت في وقت متأخر من تكوينها. يبدو بأنّ المياه قد وصلت إلى كوكبنا على شكل مذنبات جليديّة قبل تشكّل الكوكب ونواته قبل حوالي ال 4.5 بليون عاماً مضت حسب إحدى النظريّات الرائدة.
يبدو الآن عند تحليل أحد النظائر الفيزيائيّة من نيزك قديم بقدم تشكلّ النظام الشمسي بأنّ "المواد الرطبة" قد وصلت إلى الأرض قبل ذلك بكثير.
قام "ماريو فيشر-غود" و "ثورستن كلين" من جامعة مونستر الألمانية بدراسة نيازك بحيرة تاجيش التي سقطت في كولومبيا البريطانية وكندا في كانون الثاني من العام 2000 وقارنوا وفرة نظائر الروثينيوم في هذه النيازك مع وفرته في وشاح "ستار" الأرض وهي طبقة أرضية تحتية يبلغ سمكها نحو 4000 كيلومتر وتقع فوقها القشرة الأرضية التي نعيش عليها للإشارة إلى الوقت الذي جلبت فيه النيازك المياه إلى الأرض.
تقول "كاثرين بيرمنغهام" من جامعة ميريلاند: "أثرت النيازك على الأرض أثناء التكوين، ويمكنها أن تترك آثارها أيضاً. إنّ نظائر الروثينيوم مستقرة، ويمكن اعتبارها بسبب ذلك بمثابة بصمات الأصابع".
فإذا كان هذا النوع من النيازك جلب المياه إلى الأرض خلال هذا الوابل المتأخر من النيازك، فإنّ النظائر التي في داخل هذه النيازك يجب أن تتطابق مع نظائر وشاح الأرض.
يقول فيشر غود "أُنتجت هذه النظائر في بيئة نجمية، ولا يمكن محو هذه الآثار من خلال عمليات لاحقة، وهذا هو السبب في أنها أداة جيدة".
وجد كل من فيشر-غود و كلين أن نظائر الروثينيوم كانت مختلفة بشكل واضح في تلك النيازك عن تلك النظائر الموجودة في وشاح الأرض. يقول فيشر غود: "يمكننا بهذا استبعاد وصول المياه إلى كوكبنا في وقت متأخر".
لنرجع بالوقت إلى الماضي
هذا لا يستبعد إمكانية جلب النيازك للمياه إلى الأرض أثناء تشكلها في وقت سابق خلال نمو نواة الأرض وقبل التأثير الذي شكل القمر قبل حوالي ال 30-50 مليون سنة بعد نشوء النظام الشمسي.
استخدمت "ليديا هاليس" عالمة الكواكب في جامعة غلاسكو في المملكة المتحدة نسب نظائر الهيدروجين في صخور البازلت البركانية لاستنتاج أن مياه الأرض قد تكون في الواقع جزءا من سحابة الغبار التي تكاثف الكوكب منها.
تقول هاليس: "إن الاستنتاجات تتماشى مع أبحاثنا، حيث إنها توضّح تكوّن مياه الأرض خلال عمليّة تكوين الأرض وليس في وقت لاحق". "تشير بيانات الروثينيوم إلى أن المذنبات لا يمكن أن تكون ذات دور كبير في إضافة المواد إلى الأرض".
المصدر