كانت النجوم كما نراها من الأرض تبدو باهتة منذ 14 مليون سنة، حيث كان النظام الشمسي في منتصف المرور عبر سحب الغبار والغاز.
.jpg)
تصور لموجة رادكليف، وهي سلسلة من سحب الغبار والغاز (مُعلَّمة هنا باللون الأحمر) عبر مجرة درب التبانة. تبعد حوالي 400 سنة ضوئية عن شمسنا، مُعلَّمة باللون الأصفر.
Credit:Alyssa A. Goodman/Harvard University
مرّ نظامنا الشمسي بموجة هائلة من الغاز والغبار قبل حوالي 14 مليون سنة، مما أدى إلى تعتيم رؤية الأرض للسماء ليلاً. وربما خلّفت هذه الموجة آثارًا في السجل الجيولوجي لكوكبنا.
اكتشف علماء الفلك سابقًا موجات ضخمة شبيهة بالمحيط من النجوم والغاز والغبار في مجرة درب التبانة، تتأرجح صعودًا وهبوطًا على مدى ملايين السنين. ومن أقرب هذه الموجات وأكثرها دراسةً موجة رادكليف، التي يبلغ عرضها حوالي 9000 سنة ضوئية، وتقع على بُعد حوالي 400 سنة ضوئية فقط من نظامنا الشمسي.
وجد إفريم ماكوني من جامعة فيينا وزملاؤه أن موجة رادكليف كانت أقرب إلينا بكثير، عابرةً نظامنا الشمسي قبل ما بين 11 و18 مليون سنة.
استخدم ماكوني وفريقه بيانات من تلسكوب جايا الفضائي، الذي تتبع مليارات النجوم في مجرة درب التبانة، لتحديد مجموعات النجوم المتكونة حديثًا داخل موجة رادكليف، بالإضافة إلى سحب الغبار والغاز التي تشكلت منها.
باستخدام هذه النجوم للإشارة إلى كيفية تحرك الموجة ككل، تتبعوا مدارات السحب عبر الزمن للكشف عن موقعها التاريخي. كما حسبوا المسار السابق للنظام الشمسي، وأعادوا عقارب الساعة إلى الوراء 30 مليون سنة، ووجدوا أن الموجة وشمسنا اقتربتا من بعضهما البعض قبل ما بين حوالي 15 و12 مليون سنة. من الصعب تقدير وقت بدء وانتهاء العبور بدقة، لكن الفريق يعتقد أن النظام الشمسي كان داخل الموجة قبل حوالي 14 مليون سنة.
كان من شأن هذا أن يجعل بيئة الأرض المجرية أكثر قتامة مما تبدو عليه اليوم، فنحن نعيش حاليًا في منطقة فضاء شبه خالية. يقول ماكوني: "لو كنا في منطقة أكثر كثافة في الوسط بين النجوم، لكان الضوء القادم من النجوم إلينا باهتًا. يشبه الأمر يوم ضبابي".
ربما يكون هذا اللقاء قد ترك أيضًا أدلة في السجل الجيولوجي للأرض، حيث ترسب نظائر مشعة في القشرة الأرضية، على الرغم من صعوبة قياس ذلك نظرًا لطول المدة التي مرّت منذ حدوثه، كما يقول. ويضيف رالف شونريتش من جامعة كلية لندن أن تفسير السجل الجيولوجي للأرض يمثل مشكلة مستمرة، لذا فإن العثور على لقاءات مجرية كهذه أمر مفيد.
وبشكل أكثر تخمينًا، يبدو أن العبور قد حدث خلال فترة كانت الأرض تبرد فيها، تُسمى العصر الميوسيني الأوسط. ويقول ماكوني إنه من الممكن أن يكون الأمران مرتبطين، على الرغم من صعوبة إثبات ذلك. ويعتقد شونريتش أن ذلك غير مرجح. ويضيف: "القاعدة العامة هي أن الجيولوجيا تتفوق على أي تأثير كوني. إذا تحركت القارات أو قاطعت تيارات المحيطات، فستحدث تحولات مناخية نتيجة لذلك، لذلك أنا متشكك جدًا في أنك بحاجة إلى أي شيء إضافي".
المصدر: