الفلك

ماء الكون أقدم بمليارات السنين مما كان يعتقد العلماء، وربما يكون عمره يقارب عمر الانفجار العظيم نفسه

تشير دراسة جديدة إلى أن الماء ظهر لأول مرة في الكون بعد الانفجار العظيم ببضع مئات ملايين السنين فقط، مما يعني أن الحياة ربما تكون قد تطورت قبل مليارات السنين مما كان يُعتقد سابقًا.

Image credit: NASA

رسم توضيحي لكوكب مائي في بدايات الكون. تشير أبحاث جديدة إلى أن جزيئات الماء الأولى في الفضاء ربما تكون قد تشكلت قبل مليارات السنين مما كان يُعتقد سابقًا. 

 

ربما ظهر الماء في الكون قبل مليارات السنين مما كان يعتقد العلماء، وقد يعني ذلك أن الحياة قد تكون أقدم بمليارات السنين أيضًا، وفقًا لأبحاث جديدة.
يُعد الماء أحد أهم مكونات الحياة كما نعرفها. لكن تحديد متى ظهر الماء لأول مرة كان سؤالًا محل اهتمام علمي لعقود.
والآن، تشير أبحاث جديدة إلى أن الماء ربما كان موجودًا بعد الانفجار العظيم بـ ١٠٠ مليون إلى ٢٠٠ مليون سنة، أي قبل مليارات السنين مما توقعه العلماء سابقًا. نُشر البحث في 3 مارس في مجلة Nature Astronomy.

كان الكون المبكر جافًا لأنه كان مليئًا بشكل أساسي بعناصر بسيطة للغاية، مثل الهيدروجين والهيليوم والليثيوم. لم تتطور العناصر الأثقل إلا بعد تشكل النجوم الأولى، حيث احترقت إمدادات وقودها وانفجرت في النهاية. عملت مثل هذه الانفجارات النجمية، المعروفة باسم المستعرات العظمى، مثل أواني الضغط التي جمعت العناصر الأخف في عناصر أثقل بشكل متزايد.

قال دانيال والين، المؤلف المشارك في الدراسة وعالم الفيزياء الفلكية بجامعة بورتسموث في المملكة المتحدة، في بيان: "اتحد الأكسجين، المتشكل في قلوب هذه المستعرات العظمى، مع الهيدروجين لتكوين الماء، مما مهد الطريق لتكوين العناصر الأساسية اللازمة للحياة".

لتحديد متى ظهر الماء لأول مرة، فحص الباحثون أقدم المستعرات العظمى، والتي تسمى مستعرات الجمهرة الثالثة. نظر والين وفريقه في نماذج لنوعين من بقايا النجوم المبكرة هذه: المستعرات العظمى المنهارة من اللب، عندما ينهار نجم كبير تحت كتلته الخاصة؛ والمستعرات العظمى ثنائية عدم الاستقرار، عندما ينخفض الضغط الداخلي للنجم فجأةً، مسبباً انهياراً جزئياً.

وجد الباحثون أنه بعد الانفجار العظيم بفترة وجيزة، أنتج كلا النوعين من المستعرات العظمى كتلاً كثيفة من الغاز يُحتمل أنها احتوت على الماء.

ووجد الفريق أن كمية الماء في هذه السحب الغازية كانت صغيرةً نسبياً، لكنها كانت متركزةً في المناطق التي يُرجح أن تتشكل فيها الكواكب والنجوم. ومن المرجح أن تكون المجرات الأولى قد نشأت من هذه المناطق، مما يعني أن الماء ربما كان موجوداً بالفعل في المزيج عند تشكلها.

وقال والين: "هذا يعني أن الظروف اللازمة لتكوين الحياة كانت موجودةً في وقت أبكر بكثير مما كنا نتخيله، إنها خطوة مهمة إلى الأمام في فهمنا للكون المبكر".

وقد تساعد الملاحظات من تلسكوب جيمس ويب الفضائي، المصمم لمشاهدة أقدم نجوم الكون، في تعزيز صحة هذه النتائج.

المصدر:

النشرة البريدية

الرجاء تعبئة التفاصيل ادناه لتلقي نشرتنا البريدية