قام فريق من الباحثين بقيادة "رضوان تاج الدين" في جامعة كورنيل بفحص بيانات المركبة كاسيني ووجدوا أدلة على أن المنطقة القطبية الجنوبية النشطة في قمر زحل "إنسيلادوس" والتي تظهر في هذه الصورة على شكل تضاريس متقطعة في الأسفل ربما تكون في الأصل أقرب إلى خط الاستواء الخاص بالقمر الجليدي.
قد يكون إنسيلادوس وهو قمر جليدي كبير قد انقلب ليكون ضحية محتملة للاندفاع من هذا العالم.
تم جمع البيانات التي حصلت عليها بعثة كاسيني التابعة لوكالة ناسا خلال رحلات طيران إلى القمر إنسيلادوس ليجد علماء الفلك من جامعة كورنيل وجامعة تكساس وناسا أول دليل على أن محور هذا القمر قد أعيد توجيهه وفقاً لأبحاث جديدة نشرت في مجلّة إيكاروس.
أظهرت المجموعة عند دراسة الخصائص الجيولوجية لهذا القمر ميلانه بعيداً عن محوره الأصلي بنحو 55 درجة.
قال "رضوان تاج الدين" المؤلف الرئيسي لهذه الدراسة والمشارك في قسم علم الفلك في كورنيل وفي فريق تصوير المركبة كاسيني: "وجدنا سلسلة من المناطق المنخفضة أو الأحواض التي تتبع حزاماً عبر سطح القمر ونعتقد أنّها عبارة عن بقايا أحفورية من خط الاستواء وأعمدة الاستواء السابقة". ويضيف: "يعكس نمط هذه البقايا الاختلافات المكانية في الهياكل الجليدية بما يتفق مع مجموعة متنوعة من الميزات الجيولوجية الظاهرة في صور كاسيني".
تقوم النوافير النشطة على سطح هذا القمر بتفريغ بخار الماء وكذلك المركّبات العضوية والغازات والأملاح والسيليكا من خلال فتحات من أعماق المحيط تحت سطح القمر القشري الجليدي أقصى شمالي القمر. يعرف هذا المكان ب "التضاريس القطبية الجنوبية"، ويُطلق علماء الفلك على هذه التضاريس الممتدّة والنشطة جيولوجيّاً اسم "خطوط النمر"، ويبلغ طول كلّ واحدة منها حوالي 80 ميلاً وعرضها أكثر من ميل.
يعتقد تاج الدين أن الكويكب ربما يكون قد ضرب المنطقة القطبية الجنوبية الحالية للقمر عندما كان أقرب إلى خط الاستواء في الماضي. ويكمل: "من غير المحتمل أن يكون النشاط الجيولوجي في هذه المنطقة قد بدأ بالعمليات الداخلية". ويضيف: "نعتقد أنه من المحتمل أن يكون هناك تأثيراً وراء تشكّل هذه التضاريس غير المستوية من أجل تفعيل عمليّة إعادة توجيه كبيرة كهذه".
قد تكون فيزياء دوران إنسيلادوس هي ما أعادت الاستقرار للكوكب في النهاية بعد أن كان متذبذباً ومتقلّباً وغير مستقر بعد ذلك التأثير على الكويكب، وهي عملية من المرجح أن تكون قد استغرقت أكثر من مليون سنة. يجب تغيير محور الشمال والجنوب للقيام بذلك في آليّة تسمى "التجوال القطبي الحقيقي".
يمكن تفسير الخصائص الطوبوغرافية والجيولوجية للقمر إنسيلادوس من خلال العمليات الجيوفيزيائية، ولكن القطبين الشمالي والجنوبي للقمر مختلفان تماماً، فالجنوب نشط وحديث جيولوجيا، في حين أن الشمال مليء بالحفر وأكثر قدماً.
قال تاج الدين: "إن الاختلافات بين القطبين الشمالي والجنوبي في هذا القمر مازالت غريبة". ويضيف: "كانت أقطاب إنسيلادوس لتكون هي نفسها قبل حدوث "التجوال القطبي الحقيقي"، ويبدو أن فرضية "التجوال القطبي الحقيقي" معقولة جداً إذا ما ألقينا نظرة شاملة على أنماط الارتفاعات والانخفاضات عبر سطح القمر في المظهر الفيزيائي للسطح والاختلافات بين القطبين الحاليين".
المصدر