في عيد ميلاد سنة 1968، أصبح ثلاثة أمريكيين هم أول المسافرين إلى القمر، فقد وصل كلّ من روّاد الفضاء "جيم لوفيل" و"بيل آندرز" و"فرانك بورمان" إلى عمق68 ميل بحري (125.9) كيلومتر من سطح القمر على متن أبولو 8 بعد أن بقي ثلاثتهم في مدار القمر لمدّة 20 ساعة متواصلة قاموا فيها بقطع 10 دورات متتالية. خلال هذه الرحلة، قاموا بالتقاط الصورة الأشهر على الإطلاق والتي تمثّل صورة دائمة لاكتشاف الفضاء وتدعى "شروق الأرض".
بعد سبعة أشهر، قام ثلاثة أمريكيين آخرون برحلة مشابهة حيث غادر كلّ من "نيل آرمسترونغ" و"إدوين باز آلدرين" المسار القمري ليهبطا على سطح القمر ويكونا بذلك أوّل رجلين يخطوان على سطح القمر.
تبع خطى آرمسترنغ وآالدرين عشرة رجال آخرين، وفي حلول عام 1972 إنتهى برنامج أبولو للفضاء وانتهى معه سباق الفضاء الحاصل بين الولايات المتحدة الأمريكيّة والإتحاد السوفيتي. منذ عام 1957-1972 وبدءً بإطلاق أوّل قمر صناعي سابح في الفضاء "سبوتنك"، ادعت الدولتان أحقّية كلّ منهما على الأخرى في السيطرة على الغلاف الجوّي الأرضي.
تغيّرت بحوث الفضاء منذ وقتها حيث قام المكوك الفضائي بعدّة رحلات لمحطّة الفضاء الدوليّة وزار الفضاء روّاد من جنسيّات مختلفة. قام العلماء بتغيير اهتماماتهم في نقطة ما، فبالإضافة إلى الجهود التي تبذل لزيارة القمر إلّا أنّهم أصبحوا يطمحون بزيارة المريخ أيضاً. أرسلت وكالة ناسا وغيرها من وكالات الفضاء عدد من المسارات والمركبات الآلية الصغيرة لسطح الكوكب الأحمر، لكن قبل البدء بإرسال رحلات نحو هذا الكوكب، على العلماء أولاً أن يمتلكوا فكرة عمّا هم بصدد التعامل معه. جمعت المسبارات كميّة قيّمة من المعلومات حول سطح المريخ، لكنّ اكتشافاً واحداً غيّر الكثير من الحقائق وهو ما سيترك أثراً بالغاً على هذه المهمّة، ألا وهو اكتشاف الجليد. من الجدير بالملاحظة أنّه قد تمّ اكتشاف الماء على سطح القمر من قبل، فما هو الأكثر أهميّة هنا؟ وجود الماء على سطح القمر أم على سطح المرّيخ؟
تناقش المقالة أهميّة ونتائج اكتشاف الماء على سطح القمر وعلى كوكب المرّيخ على حد سواء لتجيب بعد ذلك عن هذا التساؤل، وهنا تلميح عمّا ستكون عليه الإجابة: كلاهما، فكلّ من هذين الاكتشافين يسهم في خلق إمكانية لتمهيد الطريق أمام ما كنّا نتخيّله في أفلام الخيال العلمي فقط.
المصدر