كان عام 2008 عاماً مليئاً بالمياه للبعض، وشحيحاً لآخرين، فبينما شغل الجفاف والفيضانات البعض، ركّز الباقون اهتمامهم على نشرات الطقس حيث وصلت إحدى المجسّات لسطح الكوكب الشقيق الضخم "المريخ".
في فترة ال 1800، ذهبت مخيّلة الإنسان بعيداً حيث ألقى العلماء نظرة خاطفة على ما يمكن أن يكون قنوات على سطح المرّيخ، فقد فكّر العلماء في احتماليّة وجود حياة على الكوكب الأحمر، بينما ذهبت مخيّلة الفنانين والحالمين أمثال أتش جي ويلز لتخيّل غزو المريخ للأرض في كتابه "حرب العوالم" عام 1898. ساهمت تلك الفترة في تغذية توقّعاتنا المكبوتة لهذه الفكرة، لكن بقي السؤال الأهم وهو: هل كوكب المريخ مناسباً للحياة؟ وهل يمكن بناء مستعمرات بشريّة عليه مستقبلاً؟ هذه الأفكار تعتمد كليّاً على وجود مياه على سطح هذا الكوكب.
في عام 2005، كانت لا تزال هذه الأسئلة منتشرة بعد 14 مهمّة ناجحة للمرّيخ عندما أطلقت ناسا متتبّع لاستطلاع المرّيخ في الفضاء، لكن عندما قارن العلماء صور بالغة الجودة التقطها هذا المتتبع مع الصور من عام 1999 لاحظوا بأنّ هناك شيئاً غير طبيعي، فقد كانت هناك سلسلة لامعة تشبه مجموعة من الخيوط تشكّلت في الأخاديد عبر السنين، ولأنّ الفيضانات الخاطفة تستطيع أن تحفر التربة وتترك خلفها رواسب جديدة على الأرض، فإنّ بعض المراقبين يعتقدون بأنّهم قد توصّلوا لدليل قويّ على وجود الماء وبالتّالي وجود احتماليّة للحياة على المرّيخ.
لكن حتّى يبدأ متتبع الاستطلاع الخاصّ بالمرّيخ الدوران حول الكوكب ويهبط المجسّ المخصص لاكتشاف سطح الكوكب الضخم فإنّ غالبية النّاس يأخذون على عاتقهم بأنّه إذا تواجد الماء السائل على هذا الكوكب فهو لم يكن موجوداً حتّى وقت قريب. إنّ الغلاف الجوّي للمرّيخ ودرجة حرارته تجعل فكرة وجود ماء سائل عليه فكرة مستحيلة، حيث إنّ كون هذا الكوكب جافّاً بدرجة كبيرة ولبعده عن الشمس فإنّ درجة الحرارة تبقى عليه ما بين 22-124 درجة فهرنهايت وتساوي (5.5-86.7) درجة سلزيوس.
ليس من الضرورة أن يكون الماء السائل على سطح المرّيخ هو نفسه الموجود على سطح الأرض، فإذا كان الماء ذي درجة عالية من الحموضة فسوف تكون له درجة تجمّد أقلّ وقد يحافظ على حالته السائلة في المناخ البارد.
المصدر