يعطي بوزون هيغز كل شيء كتلته، ويعتقد البعض الآن أنّه المسئول عن بدء التضخم الهائل الذي حصل في أجزاء من الثانية ونتج عنه الكون الذي نراه اليوم.
يقولون بأنّ كلّ شيء بدأ من الانفجار العظيم، ولكن في الحقيقة ذلك ليس دقيقاً، فقد بدأ الكون من نقطة ساخنة من الطاقة، وبقيت لبضع الوقت قبل أن تنفجر من هذه النقطة الأوّليّة والتي تعدّ أصغر بتريليونات تريليونات المرّات من الذرّة، ليتضخّم فجأة بعد ذلك كل شيء بنسبة عملاقة. توسع الكون بعد ذلك في جزء بسيط من الثانية بالطريقة التي أصبح عليها بعد 13.8 مليار سنة التالية.
صدقوا أو لا تصدقوا، يعتبر هذا الانفجار الناتج عن التضخم الكوني والمتبوع بالتوسع البطيء أكثر الطرق منطقيّة لتفسير كيف يبدو الكون اليوم، لكن يبقى هنالك حلقة مفقودة في هذا التفسير: ما الذي سبب هذا التضخّم؟
تكمن الإجابة عن هذا التساؤل في كل مكان، وقد تكون أمام ناظرينا مباشرة.
منذ ظهور هذا الجزيء قبل بضع سنوات، كان على وشك أن يغلق هذا الفصل في الفيزياء دون التوصّل لما حصل لاحقاً، لكن إذا قمت بقراءة ما بين السطور كما فعل بعض العلماء مؤخراً، ستجد بأنّ بوزون هيغز الشهير وهو الجسيم الذي يعطي الكتلة والجمود لجميع الجزيئات الأخرى قد يكون السرّ وراء هذا الانفجار.
يقول "خوان غارسيا بيليدو" من جامعة مدريد المستقلة: "إذا كان بوزون هيغز هو ما يعطي الجمود للجسيمات، فمن الممكن أن يكون هو ما يعطي الجمود للكون كلّه".
لم يكن هذا التضخم متداولاً بكثرة في نظرتنا للكون لفترة طويلة. يفترض العلماء بأنّ الكون قد توسّع بثبات منذ البداية، مع عدم وجود انفجار مفاجئ، ونتج ذلك عن الرغبة الطبيعية للطاقة بنشر نفسها في كل الاتجاهات.
المصدر