اكتشاف فئة جديدة من النجوم المتغيّرة القزمة
يقوم فريق من علماء الفلك البولنديين بمراقبة ملايين الأجرام السماوية ليلة بعد ليلة بمساعدة تليسكوب روبوتي حديث في وسط صحراء أتاكاما التشيلية الكبيرة. فوجئ الفريق عندما اكتشفوا أثناء دراستهم بعض النجوم التي تنبض بصورة أسرع من المتوقّع. درس الفريق الذي ضم الدكتورة "مارلين لاتور" وهي عالمة فلك من المعهد الفلكي "الدكتور ريميس-ستيرنوارت" في بامبرغ الألمانيّة في جامعة إرلنغن نورنبيرغ (FAU) هذه النجوم بمزيد من التفصيل في السنوات التالية، وعثروا على فئة جديدة من النجوم المتغيّرة.
تُظهِر العديد من الفئات اختلافات في السطوع، فعلى العكس من شمسنا، تُعتبر هذه النجوم غير مستقرة، ويتذبذب سطحها مما يعني أن السطح يتوسع وينكمش بنسبة مئويّة قليلة. يحدث هذا في حالة نجوم السيفيدس Cepheids و "نجوم -RR- السلياق" RR Lyrae وهي نجوم تمتلك فترات تذبذب تمتد على مدى بضع ساعات إلى مئات الأيام.
اكتشف الباحثون عشرات النجوم التي أظهرت لأوّل وهلة اختلافات مشابهة لنجوم السيفيدس Cepheids ونجوم -RR- السلياق RR Lyrae ولكنّها زرقاء وتمتلك فترات تذبذب أقصر بكثير تبلغ 20-40 دقيقة. يدل هذا على أن النجوم التي تم تحديدها حديثاً هي أكثر سخونة وأكثر تراصّاً. تمّ اقتراح أن يُطلق على هذه الفئة الجديدة من النجوم المتغيرة الاسم المختصر BLAPS أي "النجوم الزرقاء سريعة النبض" بسبب هذه الخصائص، ولكن لا زال نوع هذه النجوم يشكّل لغزاً.
طبيعة هذه النجوم المكتشفة حديثاً
شكلت هذه النجوم الجديدة لغزاً لعلماء الفلك، فقد افترضوا في البداية أنّه يمكن لهذه النجوم أن تكون نجوم قزمة ساخنة لأنّها تمتلك فترات تذبذب مماثلة. تُعتبر النجوم القزمة الساخنة نجوماً قديمة تقترب من نهاية حياتها، وتولّد طاقتها عن طريق الاندماج النووي الحراري للهيليوم كي تقوم بتشكيل الكربون, تقوم الشمس التي بدأت في مرحلة مبكرة من حياتها بتحويل الهيدروجين إلى الهيليوم حاليّاً.
استخدم علماء الفلك اثنين من أكبر المراصد لأخذ الملاحظات من أجل معرفة ما إذا كانت هذه النجوم هي نجوم قزمة ساخنة أم لا. تمكّن العلماء من التقاط أطياف مناسبة لبعض هذه النجوم باستخدام كلّ من مرصد جيميني (الجوزاء) ومرصد ماجلان، وكلاهما يقعان في صحراء أتاكاما التشيلية. حللت لاتور هذه الأطياف باستخدام نماذج فيزيائيّة رقمية متطورة، وقد استطاعت أن تبين أن الاختلافات في اللمعان تعزى إلى تغيرات درجة الحرارة على سطح النجوم. تبلغ درجة حرارة هذه النجوم أكثر بخمسة أضعاف من درجة حرارة الشمس، وهي أحد صفات النجوم القزمة الحارّة.
إلّا أنّ هذه النجوم أكبر بكثير من النجوم القزمة الحارّة، وهذا يعني أنها تشكل فئة جديدة من النجوم التي تشبه النجوم القزمة الحارّة ولكن لديها غشاءً أكثر تضخماً منها. لماذا تنبض هذه النجوم كالسيفيدس ولماذا لا تزال أغشيتها المتضخمة لغزاً كما يُعتبر أصلها كذلك؟ يجب إجراء المزيد من التحقيقات من أجل حل غموض أصل هذه النجوم.
المصدر