التقط مسبار "آفاق جديدة" New Horizons عند اندفاعه بجانب كوكب بلوتو في تمّوز عام 2016 صور تضاريس مضلّعة غريبة يبلغ عرضها عدّة كيلومترات (أسفل يمين الصورة) في سهل جليدي ممتدّ يطلق عليه "مسطح سبوتنيك" Sputnik Planum.
توصّل العلماء كما تمّ إعلانه في مجلّة "طبيعة" Nature عبر الإنترنت في الأول من حزيران عام 2016 إلى تفسير لوجود هذه الأشكال الغريبة حيث إنّ كل واحد من هذه الأشكال هو كتلة جليديّة هائلة والتي ترفع درجة حرارة قاعدة الكوكب القزم "بلوتو" الداخليّة وترتفع نحو السطح في المركز ومن ثمّ تدور في الخارج من المركز نزولاً نحو الحواف فيما يشبه "مصابيح الحمم البركانية" التي اشتهرت في الستينات.
يقدّر العلماء بواسطة تجميع عدد من الصور الملتقطة أثناء المرور بهذا الكوكب بأن يصل السطح المستوي لكل كتلة من هذه الكتل بشكل عام إلى 50 متراً أعلى من متوسط المركز حيث يرتفع السائل بأخدود يبلغ عمقه 100 متر ويتجه بدوره نحو الأسفل.
أظهرت معلومات أخرى بأنّ السهول الجليديّة تتكوّن في الغالب من النيتروجين وأول أكسيد الكربون والميثان والتي تعتبر ليّنة بما فيه الكفاية لتطفو فوق مناطق بلوتو الباردة لمسافة 37 كيلو (236- درجة سيلسيوس).
تُظهر محاكاة حواسيب فريق البحث لتدفق هذه القطع الجليديّة بأنّها تتحرّك بشكل أفقي لمسافة بضع سانتيمترات فقط في كلّ سنة والذي يعدّ كافياً لتطفو كلّ قطعة متعددة الأضلاع على السطح كلّ 500 ألف سنة أو ما يقارب هذا الوقت. تساعد عمليّة إعادة الترتيب هذه في تفسير كون هذا السطح خال من وجود فوّهات. يفسّر ذلك أيضاً كون الأجسام في منطقة حزام كيوبر وهو عبارة عن منطقة من النظام الشمسي تتكون من الأجسام المتجمدة والصخور تمتد من كوكب نبتون إلى ما يقارب الشمس مضيئة. يقول الباحثون: إنّ الجليد جديد التكوين يكون في العادة أكثر لمعاناً من الأسطح القديمة الراكدة والتي يتراكم عليها الغبار والمواد الأخرى الناتجة عن التفاعل مع أشعة الشمس أو الإشعاعات الأخرى عبر العصور.
المصدر