تُعتبر بيئة الفضاء القمرية أكثر نشاطاً مما كان يفترض سابقاً. تنعكس الرياح الشمسية من السطح ومن المجالات المغناطيسية للقشرة القمريّة والتي تؤثّر على مستويات المياه القمرية على سبيل المثال وفقاً لأطروحة "تشارلز لو" في المعهد السويدي لفيزياء الفضاء وجامعة أوميا في السويد.
ضبطت أداة الفضاء السويدية SARA تفاعلاً قويّاً ومتنوعاً بين القمر والرياح الشمسية. تُعتبر الرياح الشمسية تدفقاً مستمراً من البلازما القادمة من الشمس والتي تؤثر على الكواكب في النظام الشمسي وتُسهم في التسبب في الشفق القطبي على الأرض. يُعتبر الغلاف الجوي القمري رفيعاً جداً للدرجة التي لا تسمح له بإظهار نفس الظاهرة، كما ويفتقر القمر إلى مجال مغناطيسي لتنظيم الرياح الشمسية، ولذلك كان يعتقد منذ زمن طويل أن القمر يمتص الرياح الشمسية بشكل غير فعّال دون التأثير بشكل ملحوظ على محيطه. تُظهِر الأدلة الآن أنّ سطح القمر وكذلك المجالات المغناطيسية المحلية للقشرة القمرية تعكس بعض الرياح الشمسية.
يقول "تشارلز لو": "تُعتبر هذه المعلومة ذات أهمية كبيرة لبيئة الفضاء القمرية التي تتأثر بالجزء المواجه للشمس والجزء غير المواجه لها".
تتحرك أيونات الرياح الشمسية المنعكسة في المسارات المتصاعدة التي يمكن أن تحصل عليها من الجزء المواجه للشمس حيث تهب الرياح الشمسية أولاً إلى الجانب غير المواجه للشمس. يقتصر تدفّق الرياح الشمسيّة في المناطق المحلية ذات المغناطيسية القوية على السطح في حين تتلقى المناطق المجاورة تدفقاً متزايداً. يترك ذلك آثاراً على سطح القمر على المدى الطويل، فيمكن أن يكون له تأثير على مستويات المياه في القشرة القمرية على سبيل المثال.
يقول "تشارلز لو": "يمكن رؤية الآثار على شكل ضوء مرئي مثل الدوامات المشرقة التي تظهر على سطح القمر".
انطلق جهاز الجسيمات SARA (محلل انعكاس الذرات أقلّ من كيلو إلكترون فولت) Sub-keV Atoms Reflecting Analyzer الذي تمّ تطويره في المعهد السويدي لفيزياء الفضاء إلى القمر على متن القمر الصناعي الهندي شاندرايان -1. درس SARA تفاعل الرياح الشمسية مع القمر في عام 2009، ومنذ ذلك الحين تم تحليل الملاحظات التي جمعها الجهاز من قبل الباحثين ومن بينهم "تشارلز لو".
يوضّح لو: "تساعدنا الملاحظات في تخطيط وفهم التغيّرات في بيئة الفضاء القمري، كما أنها تعطينا أدلة على العمليات الفيزيائية ذات الصلة والآثار طويلة المدى لهذه العمليّات على سطح القمر".
المصدر