لماذا يكون المدّ عاليًا عند اكتمال القمر وعند ظهور قمر جديد؟
كما أعرف، يتعلّق هذا الأمر بانتظام الشّمس، الأرض والقمر. ولكنّني أتوقّع بأن تكون جاذبيّة القمر أضعف عند اكتماله في مثل هذا الوقت، لأنّ الشّمس تسحب من الاتّجاه المُعاكس؟
هذا سؤال رائع! يتكوّن المدّ والجزر بواسطة قوّة المدّ والجزر، والإجابة عن سؤالك متعلّقة بتعريف قوّة المدّ والجزر. تتعلّق هذه القوّة بالجاذبيّة، ولكنّها ليست ذات الشّيء. هي الاختلاف بين قوّة الجاذبيّة في مكانين مختلفين.
إنّ الجاذبيّة بين جسمين مختلفين (الأرض والقمر مثلًا) تقلّ مع المسافة. هذا يعني أنّ جاذبيّة القمر تكون أقوى في الجانب الأقرب لكوكب الأرض وتكون أضعف في الجانب الأبعد عنها. تسحب قوّة المدّ والجزر في جانب الأرض الأقرب للقمر موادّ باتّجاه القمر (ماء في غالب الأمر). قوّة المدّ والجزر في الجانب الآخر من الأرض تسحب موادّ بعيداً عن القمر. تغيّر شكل الأرض النّاتج يبدو كشكل الأرض عندما يكون القمر في الجهة المعاكسة لمداره، كالبدر والقمر الجديد (محاق) أو التّربيع الأوّل والثّالث(صورة 1). لهذا السّبب يكون المدّ والجزر أعلى في المناطق الاستوائيّة في فترة ظهور البدر أو القمر الجديد.
تؤثّر الشّمس أيضًا في المدّ والجزر في الكرة الأرضيّة، ولكنّ قوّته تساوي نصف قوى المدّ والجزر الّتي يسبّبها القمر. يبدو هذا الأمر غريبًا، لأنّ جاذبيّة الشّمس في الأرض أقوى من جاذبيّة القمر. ولكن تذكّر بأنّ المدّ والجزر يتعلّق بالاختلاف بين شدّ الجاذبيّة من جانبيِ الأرض المتقابلين. إنّ نصف قطر الكرة الأرضيّة هو جزء صغير من المسافة بين الكرة الأرضيّة والشّمس، تقريبًا %0.005. كنتيجة، الفرق بين قوّة سحب جاذبيّة الشّمس في طرفيِ الكرة الأرضيّة صغير. بالمقابل، نصف قطر الكرة الأرضيّة يساوي تقريبًا %1.7 من المسافة بين القمر وكوكب الأرض. ولهذا السّبب، وعلى الرّغم من أنّ جاذبيّة القمر ليست قويّة كجاذبيّة الشّمس، يكون المدّ والجزر القمريّ أقوى من المدّ والجزر الشّمسيّ.
المصدر