في عام 2015، أعلن فريق من العلماء الاسكتلنديين أنهم وجدوا طريقة لإبطاء سرعة الضوء، وذلك عن طريق إرسال الفوتونات من خلال قناع خاص، حيث قام الباحثون بتغيير أشكال هذه الفوتونات. في هذه الحالة، تحرّكت هذه الجسيمات المتناهية الصغر من الضوء بشكل أبطأ من الفوتونات العادية.
كان الفرق في السرعة غير محسوس تقريباً، ولكن الإنجاز نفسه كان مذهلا! فقد أظهرت التجربة أنّ سرعة الضوء الثابتة وغير القابلة للتغيّر والبالغة 299,792,458 متر/ثانية قدّ تمّ القضاء عليها.
ولكن، لماذا يريد أي شخص إبطاء سرعة الضوء؟ فهي بطيئة بما فيه الكفاية في المقام الأول!
يمكن للفيزيائيين النظريين أن يفكّروا في ذلك وأن يقوم علماء الكون بالقياس، ولكن كل ما يقومون به الآن يؤدي إلى إجابة لا مفر منها وهي:"لأن".
قدم عالم الفيزياء النظرية "جينارو تيديسكو" نسخة أفضل للإجابة حيث يقول:
"خُلِق الكون بحيث تنتشر الفوتونات بتلك السرعة، ولا يوجد هنالك سبب لماذا يجب أن يكون الأمر كما هو عليه، لكنّه في النهاية ما هو عليه. لا تفسّر الفيزياء سبب كون الأشياء كما هي ما هي عليه، لكنّها بدلاً من ذلك تفسّر كيفية القيام بالتنبؤات باستخدام نماذج مثبتة".
إذاً، الجواب هو كما الحال في الكثير من الحالات في الفيزياء النظرية هو عدم وجود إجابة، فنحن لا نزال عالقين في كون بطيء.
للوصول إلى فهم أكبر، دعونا ندرس سيناريو تكون فيه سرعة الضوء أكبر، كيف سيبدو الأمر حينها؟
على سبيل المثال، ماذا لو زدنا سرعة الضوء بمقدار 1000؟
بحث "ستيف جونز" الفرضيّة، ووجد أنّه إذا قمنا بذلك فإنّ سفينة خفيفة السرعة ستعبر درب التبانة في أقل من قرن من الزمان! أيضاً، رحلة إلى "رجل القنطور" أو "ألفا سنتوري" Alpha Centauri وهو من نجوم كوكبة القنطور الأكثر ضياءً وأقرب نظام نجمي إلى الشّمس على بعد 4.33 سنة ضوئيّة وموطن لأحد الكواكب التي قد تدعم الحياة عليها سوف تستغرق أقل من يومين! سوف تعمل أجهزة الكمبيوتر والشبكات بشكل أسرع بفضل سرعات بصرية محسنة! وقد تزيد فرصتنا في تلقّي إشارات من خارج الأرض!
في المقابل، سوف تكون حرارة الشمس أكثر بمليون مرّة وعندها سوف يتمّ "طبخنا" حرفيّاً.
لذلك من الأفضل لنا أن نقدّر سرعة الضوء الحاليّة مهما كانت بطيئة، فإذا كانت أسرع ولو قليلاً، لما وُجدت الحياة على سطح الأرض أصلاً.
المصدر