عندما تتخيّل فعل شيء محبط في المرة القادمة، حاول موازنة قلم رصاص على رأسه المدبب. سوف تنجح جهودك لمدة ثانية واحدة على الأكثر، ومع ذلك، فقد نجح الكون في خدعة مماثلة تعتمد على الجاذبية خلال الـ 13.8 مليار سنة الماضية.
يعود الفضل إلى هندسة الكون، وفقا لنظرية آينشتاين العامة للنسبية، فإنّ المادة والطاقة تحني كلاً من المسافة والوقت، وتحدد كمية المادّة التي يحتوي عليها الكون مصيره النهائي. فإذا ما كان الكون كثيفا بما فيه الكفاية لحني الزمكان (الزمان والمكان للتعبير عن الفضاء رباعي الأبعاد الذي أدخلته النظرية النسبية) بنفسه، فإنّ كل تلك الجاذبية سوف تنهار في نهاية المطاف وتتحوّل إلى لا شيء. إذا كانت كثافة الكون منخفضة، فإنه ينحني إلى الخارج مما يؤدي إلى ضعف في قوّة الجاذبيّة الأمر الذي سيجعلها تتوسّع إلى الأبد.
يبدو بأنّ عالمنا لن يكون مثاليّاً في كلتا الحالتين السابقتين. يعد إشعاع خلفيّة الكون (إشعاع الخلفية الكونية الميكروي) وهو والإشعاع الذي انبعث بعد فترة وجيزة من الانفجار الكبير أقوى اختبار لهندسة الكون. وفقا لقياسات هذا الإشعاع، فإنّ كثافة المادة والطاقة مثاليّة كي لا تجعل الكون يسلك منحى أيّ من الحالتين السابقتين، فهو مستوي بشكل مثاليّ. بعد مدّة طويلة، سيتوقّف الكون عن التوسّع دون أن يتبع ذلك أيّ انهيار يذكر.
المصدر