تُعتبر سمّاعات الأذن الشّخصيّة (headphones) إحدى العجائب الصّغيرة في العصر الحديث؛ تمنحك هذه السّمّاعات القدرة على الاستماع للموسيقى، إذاعة الرّاديو أو مشاهدة التّلفاز دون أن يزعجك أحد ودون أن تزعج أنت أحد. على الرّغم من اعتيادنا على سمّاعات الأذن، إلّا أنّ الفضول ينتابنا في ما يتعلّق بمعرفة طريقة عملها.
تحتوي سمّاعات الأذن على مكبّرات صوت صغيرة تُدعى "ديابرجمات"، تُقرّب هذه المكبّرات للأذن بواسطة قوس السّمّاعات؛ بهذه الطّريقة يستقبل المستمع غالبيّة الأصوات الخارجة من السّمّاعات. يسمح تقريب السّمّاعات من الأذنين بإطلاق أصوات منخفضة يسمعها الشّخص الّذي يستخدم السّمّاعات، ولكن دون أن يسبّب إزعاجًا للآخرين؛ يمكن رؤية ذلك في نوع معيّن من السّمّاعات، وذلك الّذي يوضع داخل الأذن. أمّا السّمّاعات الكبيرة ذات الجودة العالية، فهي تحتوي على عامل إضافيّ وهو العزل بواسطة بطانة (إسفنجة) تُحيط الأذن وتمنع انتقال الأصوات من الخارج إلى الأذن ومن السّمّاعات إلى المحيط الخارجي. هناك سمّاعات تحتاج دعمًا حتّى تصبح قوّة وجودة الصّوت أفضل.
بالإضافة إلى استعمال سمّاعات الأذنين كبديل ذي جودة عالية وزهيد لمضخّمات الصّوت المهنيّة، تُستعمل كذلك للاستماع الشّخصي دون تشويشات من كلا الاتّجاهين: من البيئة الخارجيّة وإلى البيئة الخارجيّة.
كيف نسمع ألحانًا مختلفة بالأذن اليمنى والأذن اليُسرى؟ تُدعى هذه الظّاهرة باسم "ستيريو"، حيث إنّ مكبّرات الصّوت في السّمّاعات الشّخصيّة أيضًا تُصدر ألحانًا مختلفة في السّمّاعة اليمنى والسّمّاعة اليُسرى. تنتقل المعلومات عن طريق القابس في طرف سلك السّمّاعات. يُقسم قابس السّمّاعات إلى 3 مناطق تفصلها خطوط سوداء؛ تنقل منطقتان المعلومات لجهتيِ السّتيريو يمينًا ويسارًا، بينما المنطقة الثّالثة هي السّالب والمشترك بين الجهتين.
بهذا، نحن نتمتّع بتجربة استماع غنيّة بالألحان ذات نطاق أوسع وواقعيّة أكثر من الاستماع للموسيقى الّتي تخرج من مصدر واحد.