كان هوراس ويلس أول شخص يستخدم أكسيد النيتروس في طب الأسنان.
كان هوراس ويلس طبيب أسنان بارز في هارتفورد، كونيتيكت في فترة ال 1830. كان ويلس مثل العديد من أطباء الأسنان في ذلك الوقت يشعر بالقلق الشديد من الألم الذي يعاني منه مرضاه خلال الإجراءات الروتينية مثل اقتلاع الأسنان الفاسدة دون تخديرها.
هل يمكنك تخيّل حجم الألم؟
حضر ويلس في عام في عام 1844 عرضاً قام به غاردنر كولتون باستخدام قوة أكسيد النيتروس الغامضة. كان كولتون قد التحق لفترة وجيزة بكلية الطب وقام هو وزملاؤه بتجربة الخصائص المنشطة للغاز عديم اللون والرائحة.
كان كولتون خلال عرضه يدير استخدام أكسيد النيتروس والمعروف باسم "غاز الضحك" على المتطوعين. أصيب أحد المتطوعين في معرض هارتفورد بساقه على خشبة المسرح، ولكن عندما سأله ويلس عن ذلك لم يتذكّر أيّ ألم.
في اليوم التالي، صعد ويلس إلى كرسي العمليات الخاص به في مكتبه وطلب من زميله، بمساعدة كولتون، التحكم بأكسيد النيتروس أثناء اقتلاع أحد أسنان ويلس المصابة. تمّ اقتلاع السنّ دون أن يشعر ويلس بالألم.
يبدو أن الرجال الثلاثة الذين تمّ ذكرهم قد اخترعوا الطريقة التي حوّلت طب أسنان إلى طبّ أقلّ ألماً.
كان ويلس سعيداً، وبعد بعض التدريب من كولتون قام بتنفيذ العشرات من العمليّات المشابهة بدون ألم. قام ويلس بالترتيب لعرض عام يقدّم فيه تقنية أكسيد النيتروس في عام 1845 أمام حشد من أساتذة جامعة هارفارد وطلاب الطب في بوسطن إيماناً منه بأنّه قد اكتشف طريقة تخدير سحريّة.
لم يجر الأمر كما كان متوقعاً، فبعد أن بدأ العرض الذي تمّ اطلاق اسم "القضية الخرافية" عليه، بدأ مريض ويلس بالبكاء عندما بدأ ويلس باقتلاع ضرسه، وسواءً أكان ذلك نوعاً من الهذيان أو المزاح أو ألماً حقيقيّاً، قام الحضور بالسخرية من ويلس وبدأوا باطلاق ألفاظ مثل "خرافة" و "احتيال" على عرضه.
رغم أنّنا على يقين اليوم بأن ويلس لم يكن كاذباً أو محتالاً، إلّا أنّه لم يتمكّن من تجاوز تلك الحادثة، ولكن اكتشافه لأكسيد النيتروس كمخدر قوي تم الاعتراف به من قبل جمعية طب الأسنان الأمريكية في عام 1864.
إنّ قصة أكسيد النيتروس طويلة ومعقدة، وتجعله صفاته المتمثّلة بكونه علاجاً ناجعاً للألم وكمخدر استجمامي في نفس الوقت مادّة مثيرة للجدل تماماً كما كان عليه في فترة 1840.