تعتبر تقنيّة التعرف على الوجه تقنية متقدمة تساعد في التعرف على الوجوه البشرية وتحديدها من خلال صورة أو مقطع فيديو. يعتمد النظام المُستخدم في هذه التقنيّة على القياسات الحيوية لرسم ملامح الوجه من خلال الصورة أو الفيديو. تتمّ مقارنة هذه المعلومات مع قاعدة بيانات كبيرة من الوجوه المسجلة للعثور على تطابق صحيح.
يوصف التعرف على الوجه بأنه واحدًا من أفضل ثلاث طرق للتعرف على الأشخاص من خلال علم وظائف الأعضاء أو التشريح. يُعتبر التعرف على الوجه التقنية البيومترية الأسرع انتشارًا والتي من المتوقع أن تصل عائداتها إلى 7.7 مليار دولار بحلول عام 2022. يعود السبب في ذلك إلى احتوائها على مجموعة واسعة من التطبيقات التجارية سهلة الإعداد نسبياً. يمكن استخدام هذه التقنيّة في كل شيء بدءًا بالمراقبة وصولًا إلى التسويق المستهدف.
أصل تقنيّة التعرف على الوجه
اكتسبت تقنية التعرف على الوجه شعبيتها في أوائل التسعينيات عندما كانت وزارة الدفاع الأمريكية تبحث عن تكنولوجيا تستطيع من خلالها اكتشاف المجرمين الذين عبروا الحدود بشكل خفي. جنّدت وزارة الدفاع علماء وخبراء جامعيين بارزين في مجال التعرف على الوجه لهذا الغرض من خلال تزويدهم بتمويل البحوث.
صدرت عناوين جريئة في أوائل عام 2001 مباشرة بعد استخدام هذه التقنية لأول مرة في تامبا من قبل سلطات إنفاذ القانون للبحث عن المجرمين والإرهابيين بين حشود من المشاهدين. تم تركيب أنظمة التعرف على الوجوه بعد ذلك بوقت قصير في مناطق حيوية في الولايات المتحدة لتتبع الأعمال التجريبية.
تعتبر تقنية التعرف على الوجه التكنولوجيا البيومترية الأسرع نمواً والأكثر إثارة للجدل. أيّد العديد من الناس استخدام هذه التكنولوجيا الجديدة بعد مأساة الحادي عشر من سبتمبر، ولكن أدرك الكثيرون أنها يمكن أن تشكل تهديدًا للخصوصية الفردية ويمكن أن تؤدي أيضًا إلى سرقة الهوية مع تقدم التكنولوجيا بشكل أعمق في حياتنا. يجب معرفة كيفية عمل هذه التكنولوجيا سريعة النمو وما يمكنها فعله بغض النظر عن تأييدنا أو رفضنا لها.
كيف يعمل التعرف على الوجوه
يتكون إعداد التعرف على الوجوه من كاميرات متطورة تلتقط صورًا للأشخاص. تحاول البرامج المتطورة التي تعمل على تلك الصور العثور على المطابقة الصحيحة من قاعدة البيانات الواسعة لتحديد الشخص (الأشخاص) في الصورة.
لنلق نظرة فاحصة على التفاصيل الفنية لكيفية عمل هذه الأنظمة.
الخطوات الأساسية في تحديد الوجه
تختلف طرق التعرف على الوجه عن بعضها البعض بشكل بسيط اعتمادًا على التطبيق والشركة المصنعة، ولكنها تتضمن بشكل عام سلسلة من الخطوات التي تساعد على التقاط ومعالجة وتحليل وتطابق الوجه الملتقط بقاعدة بيانات الصور المسجلة.
تطبيقات التعرف على الوجه
تستخدم الكثير من المؤسسات والشركات التعرف على الوجوه لأغراض مختلفة. تستخدم الحكومات في جميع أنحاء العالم أنظمة التعرف على الوجه في المطارات لمراقبة الأشخاص القادمين إلى بلادهم. تمتلك وزارة الأمن الداخلي الأمريكية نظامًا لتحديد الأشخاص الذين تجاوزوا مدة تأشيراتهم أو يخضعون للتحقيق الجنائي.
جعل جهاز iPhone التعرف على الوجه مصطلحًا متداولًا بشكل شعبي لأول مرة. تأتي معظم الهواتف الذكية مع ميزة إلغاء القفل باستخدام الوجه. تعتبر خاصية إلغاء القفل هذه شكلًا من أشكال التعرف على الوجه وتزيد من مستوى الأمان. يمكن القول أن جهاز Apple Face ID هو أقواها مع وجود فرصة خطأ تقدر بواحد من مليون.
تستخدم وسائل الإعلام الاجتماعية الأكثر شعبية هذه الأيام شكلاً من أشكال التعرف على الوجه. يستخدم Facebook خوارزمية تسمى DeepFace لاكتشاف الوجوه عند تحميل صورة على النظام الأساسي الخاص به. يسألك التطبيق ما إذا كنت تريد الإشارة للأشخاص في الصور التي تم تحميلها. يكتشف التطبيق الوجوه تلقائيًا وينشئ رابطًا إلى ملفاتهم الشخصية إذا سمحت بذلك. يزعم فيس بوك أن دقة نظام التعرف على الوجوه الخاص به تبلغ ٪98.
المصدر