تتعلّق حساسيّة الفول السوداني بجهازك المناعي، فبدلاً من تقبّل جسدك لهذا الطعام على أنّه لذيذ وغير مؤذي، فهو يعتبر بروتيناته بمثابة خطر يهدد جسدك، لذلك، وبما أنّ السبب في هذه الحساسيّة هو خطأ في برمجة الجسم الداخليّة بهذه النقطة بالتحديد، فلا يوجد علاج لها، ولا يعرف الأطبّاء بالتحديد لماذا يتعرّض بعض النّاس لهذه الحساسيّة في حين لا يخطأ النظام المناعي لآخرين تجاه هذا النوع من البروتين. في كلّ الأحوال، فإنّ العلماء متأكّدين بأنّ ذلك له علاقة بالجينات، فإذا شخّص أحد أفراد عائلتك من قبل بالحساسيّة من الفول السوداني، فإنّ هنالك احتماليّة كبيرة بأن تحمل بدورك هذا النوع من الحساسيّة. مما تجدر ملاحظته أيضاً بأنّ حساسيتك تجاه نوع معيّن من الأطعمة تزيد من احتماليّة إصابتك بالحساسيّة تجاه أنواع أخرى من الطعام بنسبة أكبر من الأشخاص الذين لا يعانون أيّ نوع من الحساسيّة إطلاقاً.
هناك أيضاً علاقة للعمر حين يتعلّق الأمر بالحساسية، فإن الأطفال عادة هم الأكثر عرضة للإصابة بحساسيّة الأطعمة لكنّهم يتخلّصون منها عند البلوغ، مع ذلك، فإنّ احتماليّة اختفاء الحساسيّة تجاه الفول السوداني هي الأقلّ عادة، حتّى وإن اختفت، فهناك احتماليّة كبيرة بأن تعود لاحقاً.
لسوء الحظ، لا يوجد هناك علاج لهذه الحساسيّة، الطريقة الوحيدة لتجنّبها هي الابتعاد عن الفول السوداني قدر الإمكان وبكلّ الطرق، فبالإضافة إلى عدم تناول الفول السوداني، عليك أن تكون حريصاً على قراءة قائمة مكوّنات أيّ نوع طعام تخطّط لتناوله لتتأكّد بأنّها تخلو من هذا المكوّن. ولأنّ هذا النوع من الحساسيّة شائع غالباً، فإنّ الشركات المصنّعة للأطعمة تساعدك عادة في هذه المهمّة عن طريق إضافة ملصقات تحتوي على عبارات واضحة على المنتجات مثل: "قد يحتوي هذا المنتج على البندق"، "أنتج في منشأة تُصنِّع البندق أيضاً".
من الخطوات الأخرى المفيدة والمهمّة في التحكّم بهذه الحساسيّة هي أن تكون مستعدّاً أغلب الوقت لمواجهة ردّ الفعل التحسسي لهذه المادّة، فإذا كانت الحساسيّة التي تعاني منها بسيطة، عليك أن تحمل معك دائماً الدواء المضاد للحساسيّة لإيقاف تدفّق هرمون الهستامين المسبب للحساسيّة، أمّا إن كنت تعاني من النوع الحاد من هذه الحساسيّة، فإنّ عليك أن تبقي حقن الأدرينالين
"epinephrine injection" أو (EpiPen) معك طوال الوقت، حيث تعمل هذه الحقن على إيقاف ردّ الفعل التحسسي عن طريق جعل عضلات التنفّس ترتخي وهذا يقلل من خطر الاختناق لحين وصول المساعدة الطبيّة.
المصدر